وأذن بالناس بالحج
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ خليل الله إبراهيم (ع) قد أرسى الحجر الأساس لفريضة عظيمة من فرائض الدين الإسلامي الحنيف، ألا وهي فريضة الحجّ التي تميّزت عن سائر الفرائض بما يؤدّى فيها من مناسك وطقوس عباديّة متعدّدة الجوانب في أيّام معيّنة تعتبر في حدّ ذاتها منهجاً تربويّاً ينمي حالة العبوديّة المطلقة لدى المؤمنين، وبالتالي يتزوّدون من مناهله القدسيّة.
وجاء خاتم النبيّين رسول الله (ص) فجعل هذا المنهج سنّة واجبة يتّبعها جميع المسلمين، ويتضاعف ويتعاظم لهم الأجر والثواب بهذا الاتّباع ؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجّ عَمِيق * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾(1).
وقال أمير المؤمنين (ع): «وفرض عليكم حجَّ بيته الحرام، الّذي جعله قبلةً للأنام، يردونه ورود الأنعام، ويألهون إليه(2) ولوه الحمام، وجعله سبحانه علامةً لتواضعهم لعظمته، وإذعانهم لعزّته، واختار من خلقه سمّاعاً أجابوا إليه دعوته، وصدّقوا كلمته، ووقفوا مواقف أنبيائه، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه، يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عنده موعد مغفرته...»(3).
وقال علي (ع) أيضاً: «ثمّ أمر آدم (ع) وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه(4)، فصار مثابةً لمنتجع أسفارهم(5)، وغايةً لملقى رحالهم، تهوي إليه ثمار(6) الأفئدة من مفاوز(7) قفار سحيقة ومهاوي(8) فجاج(9) عميقة، وجزائر بحار منقطعة حتّى يهزّوا مناكبهم ذللاً... ابتلاءً عظيماً، وامتحاناً شديداً، واختباراً مبيناً، وتمحيصاً بليغاً، جعله الله سبباً لرحمته، ووصلةً إلى جنّته»(10).
وقد نرى نبيّنا (ص) قد أثبت عدّة مواقيت باتّجاهات مختلفة ينفذ الحاجّ منها إلى مكّة المكرّمة، وهذه المواقيت هي بمثابة أبواب زيارة بيت الله الحرام، وهي أبواب الرحمة الواسعة قد فتحت أمام ضيوفه، والحاجّ حيث وروده من تلك الأبواب يجب عليه أن يراعي الآداب والسلوكيّات الرفيعة، متجرّداً من كلّ ما يعلّقه باُمور دنياه ومتعها الرخيصة، وأن يصفو فكره وروحه وجسده نحو ربّه تعالى في بيته الحرام، مبتدئاً رحلة العبادة النورانيّة الحقّة الّتي لايدرك مدى عظمتها كما ينبغي، إنّها رحلة نحو عالم البقاء.
وروي أنّ الامام جعفر الصادق (ع) لمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلّما همَّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد أن يخرّ من راحلته. فقال له ابن أبي عامر: قل يابن رسول الله، ولابد لك من أن تقول. فقال: «يابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: لبّيك اللّهمّ لبيّك وأخشى أن يقول عزّوجلّ لي: لا لبّيك ولا سعديك»(11).
فمن هنا يتوجّب علينا معرفة سرّ الإحرام، وسرّ الطواف، وسرّ السعي، وسرّ الرمي، وهكذا المناسك الاُخرى، فلكلّ منها سرّه الخاصّ به، ولكلّ منها معناه الذّي يجب أن نستوعبه وندركه، فبإدراكه تزداد الأواصر الروحيّة بين العامل والعمل.
قد يتوهّم البعض ويرى أنّها مجرّد مناسك فقهيّة ليس إلاّ - أي أنّها خلو عن ظاهرة العشق والذوبان فيها - بيد أننّا نؤدّيها ونجدّد عهداً وبيعة مع الخالق عزوجلّ من خلال ما استوعبناه من معانيها النورانيّة، وهي وسائل القرب منه، نسير باتّجاهه تبارك وتعالى مع الجموع الغفيرة المتدفّقة في البقاع الطاهرة التي جُعلت قبلة للمسلمين، ومحطّة لأنظار المؤمنين.
ونحن إن وصلنا إلى هكذا مرحلة فنكون قد حججنا الحجّ الإبراهيمي، وسيطلق على كلّ منّا كلمة «الحاجّ»، وإلاّ فسوف نرجع من غير حجٍّ، لم نحمل غير هموم ومشاقّ السفر معنا.
وممّا أنعم الله به على عباده المؤمنين، يوم عرفة، ذلك اليوم المبارك الّذي تتنزّل فيه الرحمات، وتُقال العثرات، وترفع الدرجات، إنّه يوم عظيم مبارك، وموسم من مواسم الخير والبشر والسعادة على كلّ مؤمن، كيف لا وقد أقسم به الله عزّوجلّ في قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ* وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ* وَشَاهِد وَمَشْهُود﴾(12) ؛ فقيل: الشاهد: يوم عرفة ؛ وقيل أيضاً: المشهود يوم عرفة(13).
وحسبنا في هذا اليوم العظيم، أنّه يوم يذلّ الله فيه ألدّ أعداء أوليائه، وهو إبليس اللعين، فما رُئي الشيطان أحقر ولا أصغر في أيّ يوم مثلما رئي في يوم عرفة، إلاّ ما كان من يوم بدر، وذلك لما يُرى من تنزّل الرحمات، وتوالي الكرامات من الله على عباده المتّقين، ومغفرة السيّئات، وجوده سبحانه على عباده، وكثرة إعتاقه من النار.
وجمع معنى ذلك كلّه النبيّ (ص)، فقال: «الحجّ عرفة»(14). فعلى المرء أن يعرف معنى هذا اليوم ويستغلّه بالأعمال الصالحة الّتي تقرّبه من معبوده تعالى شأنه.
واقتضت حكمة الله العليم الحكيم أن تنتهي هذه التجربة بالعيد، لينطلق المسلم منها إلى الممارسة الراشدة بعد التجربة المؤثّرة.
وفي عيد الأضحى تعيش الأُمّة الاسلاميّة قبله ومعه شعائر عبادة الحجّ الكريمة ومناسكه المباركة.
وفّقنا الله وإيّاك - عزيزي القارئ - لحجّ بيته الحرام، وأداء مناسكه بالشكل الّذي أراده الباري سبحانه منّا ورسوله (ص). وقد اخترت إليك - عزيزي - هذه الطائفة من الروايات والأحاديث الّتي بيّنت لنا معاني بعض مناسك الحجّ بلسان أئمّة أهل البيت (ع).
1- معنى الحجّ
1 - معاني الأخبار: أبي (رحمه الله)، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن أبان بن عثمان، عمّن أخبره، قال: قلت لأبي جعفر (ع): لِمَ سمّي الحجّ؟
قال: «الحجّ الفلاح ؛ يقال: حَجّ فلان، أي: أفلح»(15).
2 - علل الشرائع: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن حمّاد بن عيسى، عن أبان بن عثمان، عمّن أخبره، عن أبي جعفر (ع)، قال: قلت له: لِمَ سمّي الحجّ حجّاً؟
قال: حجّ فلان، أي: أفلح فلان(16).
2- معنى العجّ والثجّ
3- الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، رفعه، قال: إنّ رسول الله (ص) لمّا أحرم أتاه جبرئيل (ع)، فقال له: مر أصحابك بالعجّ والثجّ ؛ والعجّ: رفع الصوت بالتلبية، والثجّ: نحر البُدن.
وقال: قال جابر بن عبد الله: ما بلغنا الرَّوحاء(17) حتّى بحّت(18) أصواتنا(19).
4- معاني الأخبار: حدّثنا محمّد بن أحمد الشيباني(20) رضي الله عنه، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعيّ، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (ع)، قال: نزل جبرئيل على النبيّ (ص) فقال: يا محمّد، مر أصحابك بالعجّ والثّجّ ؛ فالعجّ: رفع الأصوات بالتلبية، والثّجّ: نحر البدن(21).
3- معنى الأشهر المعلومات للحجّ
5- معاني الأخبار: حدّثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن المثنّى، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾(22). قال: شوّال، وذو القعدة، وذو الحجّة.
وفي حديث آخر: وشهر مفرد للعمرة رجب(23).
6- الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن المفضل بن شاذان، جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع)- في حديث قال: - ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها - ثمّ أومأ بيده نحو الكعبة - ولا أكرم على الله عزّ وجلّ منها لها حرّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات والأرض ثلاثة متوالية للحجّ: شوّال وذو القعدة وذو الحجّة، وشهر مفرد للعمرة وهو رجب(24).
7- تفسير العيّاشي: عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (ع) في قوله: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ هو شوّال وذو القعدة وذو الحجّة(25).
8- تفسير العيّاشي: عن زرارة، عن أبي جعفر (ع)، قال: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ قال: شوّال وذو القعدة وذو الحجّة، وليس لأحد أن يحرم بالحجّ فيما سواهنّ(26).
9- تفسير العيّاشي: عن الحلبي، عن أبي عبد الله (ع) في قوله: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾ قال: الأهلّة(27).
10- تفسير العيّاشي: عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (ع)، قال في قول الله: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾ والفرض فرض الحجّ التلبية والإشعار والتقليد فأيّ ذلك فعل فقد فرض الحجّ، ولا يفرض الحجّ إلاّ في هذه الشهور الّتي قال الله: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾، وهي شوّال وذو القعدة وذو الحجّة(28).
4- معنى الرفث والفسوق والجدال
11- معاني الأخبار: حدّثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح، عن زيد الشحّام، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الرَّفث والفسوق والجدال.
قال: أمّا الرّفث فالجماع، وأمّا الفسوق فهو الكذب، ألا تسمع قول الله عزّوجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَة﴾(29)؟ والجدال: هو قول الرّجل: لا والله، وبلى والله، وسباب الرجل الرجل(30).
12- تفسير العيّاشي: عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن (ع)، قال: من جادل في الحجّ فعليه إطعام ستّة مساكين، لكلّ مسكين نصف صاع، إن كان صادقاً أو كاذباً، فإن عاد مرّتين، فعلى الصادق شاة، وعلى الكاذب بقرة، لأنّ الله عزّوجلّ يقول: ﴿فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾(31) والرفث: الجماع، والفسوق: الكذب، والجدال: قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والمفاخرة(32).
13- تفسير العيّاشي: عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (ع)، قال: قول الله: ﴿اَلحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ والرفث: هو الجماع، والفسوق: الكذب، والسِّباب، والجدال: قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والمفاخرة(33).
14- تفسير العيّاشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: إذا حلف ثلاث أيمان متتابعات صادقاً فقد جادل، فعليه دم، وإذا حلف بواحدة كاذباً فقد جادل، فعليه دم(34).
15- تفسير العيّاشي: عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام)، عن رجل محرم قال لرجل: لا لَعَمري. قال (ع): «ليس ذلك بجدال، إنّما الجدال: لا والله، وبلى والله»(35)
5- معنى ما اشترط الله عزّ وجلّ على الناس في الحجّ، وما شرط لهم
16- معاني الأخبار: حدّثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الله بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبد الله (ع)، قال في الحجّ: إنّ الله اشترط على الناس شرطاً وشرط لهم شرطاً، فمن وفى وفى الله له.
قلت: ما الّذي اشترط عليهم، وما الّذي شرط لهم؟
فقال: أمّا الّذي اشترط عليهم فإنّه قال: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾(36). وأمّا الّذي شرط لهم قال: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾(37) قال: يرجع ولا ذنب له.
قلت: أرأيت من ابتلي بالجماع ما عليه؟
قال: عليه بدنة، وإن كانت المرأة أعانت بشهوة مع شهوة الرجل فعليهما بدنتان ينحرانهما، وإن كان استكرهها وليس بهوى منها فليس عليها شيءٌ، ويفرّق بينهما حتّى ينفر النّاس، وحتّى يرجعا إلى المكان الّذي أصابا فيه ما أصابا.
قلت: أرأيت إن أخذا في غير ذلك الطريق إلى أرض اُخرى أيجتمعان؟
قال: نعم.
قلت: أرأيت إن ابتلي بالفسوق؟ فأعظم ذلك ولم يجعل له حدّاً، قال: يستغفر الله ويلّبي.
قلت: أرأيت إن ابتلي بالجدال؟
قال: فإذا جادل فوق مرّتين فعلى المصيب دم يهريقه دم شاة، وعلى المخطىء دم يهريقه دم بقرة(38)(39).
17- تفسير العيّاشي: عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾.
قال: يا محمد، إنّ الله اشترط على الناس شرطاً، وشرط لهم شرطاً، فمن وفى لله وفى الله له.
قلت: فما الّذي اشترط عليهم، وما الّذي شرط لهم؟
قال: أمّا الّذي اشترط عليهم فإنّه قال: ﴿اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾(40) وأمّا ما شرط له فإنّه قال: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى﴾(41)قال: يرجع لا ذنب له(42).
المصدر: حوزة الهدى للدراسات
--------------------------------------------------------------- |