الأردن - عمّان
<p dir="RTL">الأردن - عمّان</p> <p dir="RTL">بدأ النحات الأردني "عبدالهادي أبو مطر" قبل أيام بمشروع نحت القرآن كاملاً ليكون بذلك أول عربي ينحت القرآن على الرخام أو الحجر بشكل كامل.</p> <p dir="RTL">وفي هذا الإطار أجرى موقع "العين" الإماراتي حواراً مع هذا الفنان الأردني الذي يؤمن بأن الله عز وجل يهب بعض البشر مواهب محددة لتسخيرها في خدمة المجتمعات التي يعيشون بها، وحين زار هذا النحات المدرج الروماني والقلعة وغيرها من الآثار المشهورة في الأردن، ولدت لديه فكرة نحت سور القرآن الكريم كاملاً على قطع حجرية أو رخامية، مستلهماً ذلك من الأعمدة الرومانية المنقوش عليها العديد من الصور والحكم وغيرها من الفنون.</p> <p dir="RTL"><strong>متى بدأت مشروعك لنحت سور القرآن الكريم كاملاً على الرخام والحجر؟</strong></p> <p dir="RTL">بعد زيارتي للمدرجات الرومانية وتطلعي للتاريخ الإسلامي وقراءتي للكثير من المراجع التاريخية، أردت أن أسخر موهبتي في النحت منذ الطفولة في عمل صالح، فانطلق في نحت سور القرآن منذ بداية الشهر الحالي، وكتبت خطة عمل تتضمن توقيتاً محدداً لكل سورة، وآلية عمل مكثف، بحيث أنهي نحت القرآن كاملاً في أقصر وقت ممكن.</p> <p dir="RTL"><strong>ما أولى السور التي بدأت بها؟ ومتى يمكنك إنجاز مشروعك؟</strong></p> <p dir="RTL">بدأت في نحت سورة الإسراء، والآن أنحت سورة ياسين، وأنجزت 11 قطعة من الرخام، ونحت القرآن بشكل كامل يحتاج إلى 600 يوم في حالة وجود فريق عمل يساعدني، ولكن إذا لم أجد هذا الفريق، سأحتاج لوقت أكبر.</p> <p dir="RTL"><strong>هل تواجهك صعوبات؟</strong></p> <p dir="RTL">الصعوبات كثيرة لكنها لن تمنعني من الوصول إلى هدفي، وأولها التعب الجسدي من العمل بالنحت نفسه والدقة الكبيرة المطلوبة لنحت الآيات القرآنية بشكل دقيق وجميل، بالإضافة إلى التمويل اللازم لشراء القطع الرخامية.</p> <p dir="RTL"><strong>هل هناك آلية معينة أو مراحل لنحت السور القرآنية على الرخام؟</strong></p> <p dir="RTL">في البداية يتم قياس القطعة الرخامية أو الحجرية، ومن ثم تقسيم القطعة على عدد آيات السورة التي أريد نحتها، ومن ثم يأتي دور الخطاط ليخط الآيات، وفي النهاية أراجع التخطيط من حيث الرسومات وتشكيل الآيات والأبعاد، وانطلق في النحت عبر الأزميل والشوكة وغيرها من الأدوات الكهربائية.</p> <p dir="RTL"><strong>ما هدفك من نحت القرآن الكريم كاملاً على الرخام؟</strong></p> <p dir="RTL">هناك أهداف كثيرة، فسأكون أول عربي ينحت القرآن على الرخام أو الحجر بشكل كامل، وفي التاريخ الإسلامي وجدت منحوتات للآيات فقط، وهدفي أن يعرف العالم أجمع، خاصة الغرب، أن هناك مسلمين يفخرون بدينهم، لعلهم إذا نظروا إلى هذه المنحوتات تولد لديهم شغف أن يبحثوا عن الدين الإسلامي ويتعرفوا عليه بشكل صحيح، بعيداً عن الصورة السيئة التي يقدمها الإرهابيون للعالم، والتي أساءت إلى الإسلام والمسلمين وأتمنى من كل قلبي أن تكون هذه المنحوتات سبباً في اعتناق أي أحد للإسلام.</p> <p dir="RTL"><strong>كيف سيتعرف الناس على عملك؟</strong></p> <p dir="RTL">أبحث عن جهة تتبنى عملي، لأمنح هذه القطع للمتاحف الإسلامية التي يزورها الكثير من السياح، الذين يكون لديهم شغف بالأعمال اليدوية، وأرى إمكانية تعليقها في الأماكن الأثرية والمؤسسات الحكومية.</p> <p dir="RTL"><strong>وكيف تنسق بين عملك الأساسي وموهبتك ومتطلبات العائلة؟</strong></p> <p dir="RTL">لا أنكر أن النحت على الرخام يحتاج لوقت وجهد جسدي ومالي أيضاً، فالنحت له أدواته، وشراء قطع الرخام والحجر أيضاً ليس بالأمر السهل، لذلك أعمل في نحت هذه السور بعد الانتهاء من عملي، حتى لا تتأثر أمور أسرتي المادية.</p> <p dir="RTL"><strong>هل يوجد فرق بين النحت على الرخام والحجر؟</strong></p> <p dir="RTL">بدون شك يوجد فرق كبير، الرخام يمنح النحات قدرة اكبر وأسهل على النحت فهو اقل سماكة، ويمتاز بوزن اقل، في حين أن الحجر كخامة يناسب اكثر نحت المجسمات من نحت آيات السور الكريمة، ولكنني أنحت على الطريقتين.</p> <p dir="RTL">والقطع الرخامية التي استخدمها تتفاوت في حجمها، بحسب السور طبعاً، إلا أن معظم تلك القطع يكون حجمها 80 سنتيمتراً في 122 سنتيمتراً، أما الحجر فلا يحسب بهذه الطريقة كوننا نتعامل مع كتلة كاملة.</p> <p dir="RTL"><strong>كيف ستطور هذا العمل مستقبلاً؟</strong></p> <p dir="RTL">أبلغ من العمر نحو 50 عاماً، وسأحاول نقل هذه الموهبة لأكبر عدد ممكن، والحمدلله لدي أصدقاء وأبناء أيضاً لديهم موهبة النحت، والآن أدرب 5 أشخاص على نحت السور على الرخام لاجد فريقاً يساعدني بدلاً من مجهودي الفردي.</p> <p dir="RTL"><strong>ما رسالتك كأول نحات للقرآن الكريم كاملاً؟</strong></p> <p dir="RTL">رسالتي تنويرية بدون شك، وأدعو كل من لديه موهبة أن يجسدها لنشر الإسلام وتوضيح أساسيته، فالله عز وجل يمنح كل إنسان أداة مختلفة عن الآخر، فالداعية يدعو إلى الإسلام بالمنهج وبالعلم الخاص به، أما أنا وغيري ممن لديهم المواهب يدعون إلى الإسلام بعملهم البسيط الحرفي الذي يقوم على الابتكار.</p> <p dir="RTL">وفي ظل الأزمات التي تدور في العالم أصبح هنالك التباس في ذهنية الغربي حول المسلم ومن هو وما هي ديانته، لذلك يجب أن نكثف جهودنا من مختلف المهن والمواهب لنوضح لهم من نحن، وما جوهر ديننا الحنيف.</p> <p dir="RTL">المصدر: موقع "العين" الإماراتي</p>