لاتغلوا في دينكم
مما لاشك فيه أن خصال الخير والمكارم تقع بين محذورين أو قل بين رذيلتين ، فالشجاعة تقع بين التهور والجبن ، والكرم يقع بين البخل والاسراف ، والاعتدال في حبّ أهل البيت عليهم السلام يقع بين الغلو والبغض ، وقد نبّه النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الهداة عليهم السلام على هلاك الغالين والمبغضين ونجاة المعتدلين في حبهم عليهم السلام . قال أمير المؤمنين عليه السلام :« قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فيك مثلٌ من عيسى ، أبغضته اليهود حتى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به » . ثم قال عليه السلام :« يهلك فيَّ رجلان : محبّ مفرط يقرظني بما ليس فيَّ ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني » (1). وعليه فلابدّ من بيان منازل حبهم عليهم السلام ليتسنى لنا الامساك بالنمط الاَوسط والنمرقة الوسطى التي بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي . الغلوّ : الغلوّ في اللغة : هو مجاوزة الحدّ والخروج عن القصد (2)، قال تعالى :﴿ يا أهلَ الكِتابِ لا تَغلُوا في دِينِكُم وَلا تَقُولُوا عَلى اللهِ إلاّ الحَقَّ إنَّما المسِيحُ عِيسَى ابنُ مَريمَ رَسُولُ اللهِ وكلِمَتُهُ ألقاهآ إلى مَريَمَ ورُوحٌ مِّنهُ فامِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَيراً لَّكُم إنَّما الله إلهٌ واحِدٌ سُبحَانَهُ أن يَكونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾ (3). قال الشيخ المفيد رضي الله عنه : فنهى عن تجاوز الحدّ في المسيح ، وحذّر من الخروج عن القصد في القول ، وجعل ما ادّعته النصارى فيه غلوّاً لتعدّيه الحدّ (4) . والغلوّ في الاصطلاح : هو مجاوزة الحدّ المعقول والمفروض في العقائد الدينية والواجبات الشرعية . والغالي عند الشيعة الاِمامية : من يقول في أهل البيت عليهم السلام ما لا يقولون في أنفسهم كما يدّعون فيهم النبوة والاُلوهية (5). قال الاِمام الصادق عليه السلام : « لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، لعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا ، وإليه مآبنا ومعادنا ، وبيده نواصينا» (6) . أسباب نشوء الغلوّ : الغلوّ ظاهرة غير طبيعية تنمُّ عن الانحطاط الفكري والفساد العقيدي ، ومردّ هذا الفساد إلى عدم فهم الدين والابتعاد عن حقيقة العبودية لله والانبهار بكرامات المخلوق دون معجزات الخالق . وقد نشأ الغلو لاَسباب عديدة ، منها الرواسب والآثار الفكرية المتسربة من الاَديان السابقة ، وقد أشار الكتاب الكريم إلى وجود هذا الانحراف عند أهل الكتاب كما مرَّ في الآية المتقدمة وفي قوله تعالى :﴿ لَّقد كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّ اللهَ هُوَ المسِيحُ ابنُ مَريَمَ ﴾ (7). ومنها أسباب سياسية تهدف إلى التسلط على رقاب الناس وطلب الرئاسة والزعامة ، أو إلى الحط من مكانة الاَشخاص الذين يغالون فيهم وتشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم وتكفيرهم ، أو إلى اتهام إحدى الفرق بتأليه البشر لافساد عقيدتها وتشويه مبادئها وابعاد الناس عنها . قال الاِمام الرضا عليه السلام : « إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا ، وجعلوها على ثلاثة أقسام : أحدها الغلو ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا ، وقد قال الله عزَّ وجلَّ :﴿ ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدَواً بِغيرِ عِلمٍ ﴾» (8). ومنها المصالح المادية والاَطماع الشخصية الهادفة إلى ابتزاز أموال الناس وأكلها بالباطل ، ومنها النزوات الفردية الدنيئة الناشئة من الشذوذ الخلقي والعقد النفسية التي دعت أصحابها إلى التمرد على شرعة الخالق العزيز ، فأباحوا المحرمات واستخفوا بالعبادات وركنوا إلى اللهو والدعة ، ولجميع الاَسباب التي ذكرناها وبشكل عام يمكن القول إن الغلو بمظاهره المختلفة ظاهرة طارئة نشأت بدعم منظّم من قبل أعداء الاِسلام الذين عجزوا عن مواجهته في مواطن الوغى وساحات القتال ، فظلّوا يكيدون له ويتربصون به الدوائر ، ليسلبوا مبادىَ الاِسلام من نفوس أبنائه ، ويشوهوا أساسياته وضرورياته ومعتقداته ، ولم يتم لهم مرادهم ، فقد قطع الاَئمة الهداة عليهم السلام الطريق أمام هذا الداء الوبيء وحاربوه بكل ما أُتيح لهم من عناصر القوة والامكان . مقولات الغلاة وفرقهم : أهمّ مقولات الغلاة هو القول بأُلوهية النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة عليهم السلام وبكونهم شركاء لله سبحانه في الربوبية ، وكونهم يرزقون ويخلقون ، وأن الله تعالى حلّ فيهم أو اتحد بهم ، وانهم يعلمون الغيب من غير وحي أو إلهام، والاعتقاد بكونهم من القدم مع نفي الحدوث عنهم ، والقول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات والعبادات ، ولا تكليف مع تلك المعرفة ، والقول بأنّ الله فوض إليهم أمر العباد بالتفويض المطلق على جهة الاستقلال ، والقول بأن الاَئمة عليهم السلام أنبياء ، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، وإنكار موتهم وشهادتهم بمعنى أنهم لم يُقتلوا بل شبّه لقاتليهم، وتفضيل الاَئمة عليهم السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العلم أو الشجاعة وغيرها من مكارم الاخلاق ، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة التي تنقص من عظمة الخالق وقدرته وشأنه وإنزال المخلوق بمنزلته تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، أو تلك التي تفرّط في حق الاَئمة عليهم السلام وتنزلهم في غير المنزلة التي جعلها الله لهم والرتبة التي خصّهم بها . وفِرق الغلاة كثيرة نشأت في أدوار مختلفة ، منهم البيانية والخطابية والشعيرية والمغيرية والبائية والغرابية والعليائية والمخمسة والبزيعية والمنصورية (9) ، وغيرهم من فرق الضلال التي انقرضت جميعاً والحمد لله . ومن يدين ولو ببعض معتقداتهم فهو كافر ملعون خارج عن الاِسلام بنصّ الكتاب الكريم والسُنّة المطهّرة وإجماع الطائفة المحقّة الاثني عشرية على ما سيأتي بيانه . موقف أهل البيت عليهم السلام من الغلاة : وقف أهل البيت عليهم السلام موقفاً صريحاً مضاداً لحركة الغلو ، فاجتهدوا في محاربته ، وبذلوا كل ما بوسعهم للقضاء على الغلو والغلاة والحيلولة دون انتشاره ، وبينوا أن الغلو كفر وشرك وخروج عن الاِسلام ، ولعنوا الغلاة وتبرّءوا منهم ، وقطع الطريق أمامهم وكشفوا عن تمويهاتهم وأكاذيبهم ، وحذّروا شيعتهم منهم ، وفيما يلي طائفة من الاخبار الواردة في هذا الشأن. 1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين » (10) . 2 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام :« بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة » (11). 3 ـ وقال عليه السلام :« إياكم والغلو فينا ، قولوا : عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم » (12). 4 ـ وقال الاِمام الصادق عليه السلام :« قل للغالية توبوا إلى الله ، فانكم فسّاق كفار مشركون » (13). 5 ـ وقال عليه السلام : « لعن الله عبدالله بن سبأ ، إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وإنّ قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم » (14). 6 ـ وعنه عليه السلام وقد سأله سدير : إنّ قوماً يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآناً ﴿ وَهُوَ الَّذِي في السَّماءِ إلَهٌ وفي الاَرضِ إلَهٌ ﴾ (15)؟ فقال عليه السلام : « ياسدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء ، وبريء الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم » (16). 7 ـ وقال عليه السلام : « احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فان الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله ، والله إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا » (17). موقف أعلام الاِمامية من الغلاة : وقف أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام من أعلام الفرقة المحقّة موقفاً واضحاً وصريحاً من حركة الغلو والغلاة ، يستند إلى الاخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فأجمعوا على البراءة من مقولاتهم الفاسدة ولعنوهم وبينوا كذبهم وافتراءاتهم في العديد من كتب العقائد والكلام ، واليك نماذج من أقوالهم . قال الشيخ الصدوق رضي الله عنه :( اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله تعالى ، وأنهم شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ، ومن جميع أهل البدع والاَهواء والمضلّة) (18). وقال الشيخ المفيد رضي الله عنه :( والغلاة من المتظاهرين بالاِسلام ، هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والاَئمة من ذريته عليهم السلام إلى الاَُلوهية والنبوة... وهم ضلاّل كفّار ، حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل والتحريق بالنار ، وقضت الاَئمة عليهم السلام عليهم بالاكفار والخروج عن الاِسلام) (19). وقال الشيخ المظفر رضي الله عنه : لا نعتقد في أئمتنا عليهم السلام ما يعتقده الغلاة والحلوليين ﴿ كَبُرت كَلِمةً تَخرُجُ مِن أفوَاهِهِم ﴾ بل عقيدتنا الخاصة أنّهم بشر مثلنا ، لهم ما لنا ، وعليهم ما علينا ، وإنّما هم عباد مكرمون ، اختصّهم الله تعالى بكرامته ، وحباهم بولايته ، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفّة وجميع الاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة ، لا يدانيهم أحدٌ من البشر فيما اختصوا به قال إمامنا الصادق عليه السلام : «ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا ، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا » (20). وقال الشيخ كاشف الغطاء في معرض حديثه عن الغلاة ومقالاتهم : (أما الشيعة الاِمامية وأئمتهم عليهم السلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم... ويبرأون من تلك المقالات ، ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات ، وليس دينهم إلاّ التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق..) (21). بغض أهل البيت عليهم السلام : إلى جانب الغلو في النبي والاَئمة عليهم السلام فان البعض يقصّر في حقهم وينتقص من قدرهم ويحط من مكانتهم الحقّة عند الله تعالى ومنزلتهم ودورهم في تبليغ الرسالة والحفاظ عليها وتنفيذ أحكامها ، منكرين ماينسب إليهم من معاجز وكرامات ذهبت بها الركبان وشهد لها الموالف والمخالف ، فجعلوهم كسائر الناس ، والاَنكى من ذلك أن البعض من الناصبة قد يصل إلى حد البغض المقيت والحقد الدفين لكلِّ ما يمت إلى أهل البيت عليهم السلام من عقائد ومكارم وفضائل ولكلِّ من يدين بحبهم ويقتدي بهم كقادة رساليين انتجبهم الله تعالى لتبليغ دينه واتمام رسالته . وبغضهم عليهم السلام عصيان لاَمر الله تعالى ولاَمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم القاضي بمحبتهم والتمسك بحبلهم والاقتداء بهديهم ، وهو بغض لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الرسول الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى أهل البيت عليهم السلام : « من أبغضهم فقد أبغضني » (22)، وقال الاِمام الرضا عليه السلام : « من أبغضكم فقد أبغض الله» (23) ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «من سبّ علياً فقد سبّني ، ومن سبني فقد سبّ الله » (24). وبغضهم عليهم السلام من علامات النفاق والشقاء ورداءة الولادة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« من أبغضنا أهل البيت فهو منافق » (25). وقال صلى الله عليه وآله وسلم :« لا يبغضنا إلاّ منافق شقي » (26). وقال صلى الله عليه وآله وسلم :« لا يبغضهم إلاّ شقي الجَدّ رديء الولادة » (27). آثار بغضهم عليهم السلام : إذا كانت مودة أهل البيت عليهم السلام تضمن للمرء سعادة الدارين ، فإن بغضهم ونصب العداء لهم يوجب الخروج عن الملّة ودخول النار وغضب الجبّار والشقاء الاَبدي كما هو مدلول الاَحاديث الصحيحة الآتية : 1 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« والذي نفسي بيده ، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله الله النار » (28). 2 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : «صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الاِسلام : الناصب لاَهل بيتي حرباً ، وغالٍ في الدين مارقٌ منه » (29). 3 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً إلى الحسن والحسين عليهما السلام : «من أبغضهما فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله أدخله النار» (30). 4 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم :« من أبغضهم أبغضه الله » (31). 5 ـ وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً قال جابر بن عبدالله الانصاري : فقلت : يا رسول الله ، وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : وان صام وصلّى وزعم أنه مسلم » (32). 6 ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام :« لمبغضينا أفواج من سخط الله » (33). 7 ـ وقال الاِمام الباقر عليه السلام : «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله ، أكلّ من قال لا إله إلاّ الله مؤمن ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى » (34) . الاعتدال في محبّة أهل البيت عليهم السلام : مما تقدم تبين لنا أن النجاة تتمثل في الاعتدال بحبهم عليهم السلام ، فهو الحدّ الوسط الذي يقع بين الافراط والتفريط ، وهو الحبّ الذي أُمرنا به ، وعلينا أن ندين به ونلقى الله عليه ، وهو حبّ لله وفي الله سبحانه . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :« يا علي ، ان فيك مثلاً من عيسى بن مريم ، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه ، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه ، واقتصد فيه قوم فنجوا » (35). وقال الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام :« أحبونا بحبّ الاِسلام ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : لاتعرّفوني فوق حقي ، فإنّ الله تعالى اتخذني عبداً قبل ان يتخذني رسولاً » (36). وقال أمير المؤمنين عليه السلام :« سيهلك فيَّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيَّ حالاً النمط الاَوسط فالزموه » (37). وقال عليه السلام :« يهلك فينا أهل البيت فريقان : محبّ مطري ، وباهت مفتري » (38). وقال الاِمام الرضا عليه السلام :« نحن آل محمد النمط الاَوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي » (39).
اللهمَّ اجعلنا أنصار صدق لهم، وأمتنا على محبّتهم، واحشرنا على موالاتهم ، إنّك نعم المولى ونعم النصير .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد المصطفى وآله الهداة الميامين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
(1) مسند أحمد 1 : 160 . والصواعق المحرقة : 123 . ومسند أبي يعلى 1 : 406 | 534 . وترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق 2 : 237 | 742 . وأمالي الطوسي 256 | 462 . والسُنّة | ابن أبي عاصم : 470 | 1004 ، المكتب الاِسلامي ـ بيروت ط2 .
(2) لسان العرب 15 : 2 ـ غلا ـ . ومختار الصحاح : 480 .
(3) سورة النساء : 4 | 171 .
(4) تصحيح الاعتقاد | المفيد : 109 ، سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد ، دار المفيد ـ بيروت ط2 .
(5) مجمع البحرين | فخر الدين الطريحي ـ غلو ـ 2 : 1332 ، مؤسسة البعثة ـ قم ط1 .
(6) بحار الانوار | المجلسي 25 : 297 | 59 عن رجال الكشي ، مؤسسة الوفاء ـ بيروت ط2 .
(7) سورة المائدة : 5 | 17 .
(8) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 237 | 63 . وبشارة المصطفى : 221 والآية من سورة الانعام : 6 | 108 .
(9) راجع ، الفرق بين الفرق | البغدادي . والمقالات والفرق| الاَشعري . وفرق الشيعة| النوبختي . والملل والنحل | الشهرستاني . وموسوعة الفرق الاِسلامية | محمد جواد مشكور .
(10) الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 180 ـ 181 . والسنن الكبرى | البيهقي 5 : 127 .
(11) اُصول الكافي 2 : 391 | 1 .
(12) الخصال : 614 | 10 . وتحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم | ابن شعبة الحراني : 104 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الاَشرف ط5 . وغرر الحكم : 2740 .
(13) رجال الكشي : 297 | 527 .
(14) رجال الكشي : 106 | 170 ـ 174 .
(15) سورة الزخرف : 43 | 84 .
(16) اُصول الكافي 1 : 269 | 6 .
(17) أمالي الطوسي : 650 | 1349 .
(18) اعتقادات الصدوق : 97 | 37 ، المؤتمر العالمي لاَلفية الشيخ المفيد ـ قم ط1 .
(19) تصحيح الاعتقاد : 131 فصل في الغلو والتفويض .
(20) عقائد الاِمامية | الشيخ المظفر : 326 | 28 عقيدتنا في الاَئمة عليهم السلام ، مؤسسة الاِمام علي عليه السلام ـ قم ط1 .
(21) أصل الشيعة وأصولها | الشيخ كاشف الغطاء : 173 ـ 177 ، مؤسسة الاِمام علي عليه السلام ـ قم ط1.
(22) ترجمة الاِمام الحسين عليه السلام من تاريخ مدينة دمشق : 91 | 126 .
(23) عيون أخبار الرضا عليه السلام : 2 | 279 .
(24) المستدرك | الحاكم 3 : 121 . وكنز العمال 6 : 401 . ومسند أحمد 6 : 323 . وخصائص النسائي : 24 .
(25) فضائل الصحابة 2 : 661 | 1126. والدر المنثور 6 : 7. وكشف الغمة 1 : 47. وذخائر العقبى : 18.
(26) ذخائر العقبى : 18 . وينابيع المودة 2 : 134 | 381 . والصواعق المحرقة : 230 .
(27) الرياض النضرة 2 : 189 . وأرجح المطالب : 309 . ومناقب العشرة : 189 .
(28) المستدرك | الحاكم 3 : 162 | 4717 وصححه . والدر المنثور 6 : 7 . والصواعق المحرقة : 143 . والخصائص الكبرى 2 : 266 . وسير أعلام النبلاء 2 : 123 وغيرها .
(29) من لا يحضره الفقيه 3 : 258 | 10 كتاب النكاح ، باب ما أحلَّ الله عزّ وجلَّ من النكاح وماحرّم منه .
(30) مسند أحمد 2 : 288 . والمستدرك | الحاكم 3 : 166 . وسنن الترمذي 2 : 24 و 307 . والمعجم الكبير : 133 . وكنز العمال 13 : 105 . ومجمع الزوائد 9 : 181 . وذخائر العقبى : 123 . وتاريخ بغداد 1 : 141 .
(31) كنز العمال 12 : 98 | 34168 . وبشارة المصطفى : 40 .
(32) المعجم الاوسط | الطبراني 4 : 389 | 4002 . وأمالي الصدوق : 273 | 2 . وروضة الواعظين : 297 . ومجمع الزوائد 9 : 172 .
(33) تحف العقول : 116 . والخصال : 627 | 10 . وغرر الحكم : 7342 .
(34) أمالي الصدوق : 221 | 17 . وبشارة المصطفى : 120 .
(35) أمالي الطوسي: 345. وكشف الغمة 1: 321 . وتقدم في أول الفصل قريب منه ومن مصادر أُخرى.
(36) المعجم الكبير | الطبراني 3 : 138 | 2889 .
(37) نهج البلاغة : الخطبة (127) .
(38) السنة | ابن أبي عاصم : 470 | 1005 .
(39) اُصول الكافي 1 : 101 | 3 باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى .