آداب تلاوة القرآن الكريم
لتلاوة القرآن الكريم وسماعه آداب ينبغي على المسلم أنّ يراعيها، ويتخلّق بها لينتفع بها ويبلغ رضا الباري عزّ شأنه تعالى: وتلك الآداب هي:
الأول ـ الوضوء:
يستحبّ الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، ولا يجوز مس حروفه وآياته من غير وضوء وطهارة، قال تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾(الواقعة:79).
الثاني- الإستياك:
تنظيف الأفواه قبل التلاوة، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "نظّفوا طريق القرآن، قيل يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل بماذا ؟ قال: بالسواك".1
الثالث- التعوّذ:
أنّ يفتح التلاوة بالتعوّذ، وصيغتها: أّعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَنِ الرَّجِيمِ، لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾(النحل:98).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّه لا بدّ قبل القراءة من التعوّذ، أمّا سائر الطاعات فإنّه لا يتعوّذ فيها، والحكمة فيه أنّ العبد قد ينجس لسانه بالكذب والغيبة والنميمة، فأمر الله تعالى العبد بالتعوّذ ليصير لسانه طاهراً، فيقرأ بلسان طاهر، كلاماً من ربّ طيّب طاهر".
الرابع ــ - الخشوع:
أنّ تكون القراءة بتؤدة وترتيل وخشوع لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾(الأنفال :2)
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا خير في عبادة لا فقه فيها، ولا في قراءة لا تدّبر فيها".
الخامس- التدبّر والتفكّر:
لقد شجب القرآن الكريم أولئك الذين لا يتدبّرون القرآن: ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾(النساء :82). ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾(محمد:24).
السادس- الإصغاء والإنصات:
عند سماع تلاوة القرآن الكريم لأنّه موجب للرحمة الإلهية، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(الأعراف :204). وعن رسول صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "يدفع عن قارئ القرآن بلاء الدنيا ويدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة".4
السابع- القراءة بصوت حسن :
والابتعاد عن الأصوات المنكرة والألحان الهزلية والآلات الموسيقية، فقد جاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن". وعن صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "إقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتهم، وإيّاكم ولحون أهل الفسوق والكبائر فإنّه سيجيء بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانيّة، لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة، وقلوب من يعجبه شأنهم"14. فلحون العرب قائمة على إخراج الحروف من مخارجها والنطق السليم لها. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصّوت الحسن يزيد القرآن حسناً".5
الثامن- النظر في المصحف أثناء القراءة:
فقد ورد عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه الصلاة والسلام: "جعلت فداك أني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأ على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف ؟ قال اقرأه وانظر في المصحف، فهو أفضل، أما علمت أن النظر في المصحف عبادة".6
التاسع- وهناك آداب عديدة أخرى على نحو:
التوجه نحو القبلة أثناء التلاوة، رفع القرآن الكريم لمستوى الصدر، ترك الطعام أو التدخين... الدعاء عقب ختم القرآن، فإنّ فيه دعوة مستجابة وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا ختم القرآن الكريم قال: "اللّهم اشرح بالقرآن صدري واستعمل بالقرآن بدني، ونوّر بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني، وأعنّي عليه ما أبقيتني فإنّه لا حول ولا قوّة إلا بك".7
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البرقي، المحاسن، ج2، ص558.
2- الرازي، تفسير الرازي، ج1، ص96.
3- العلامة، المجلسي، بحار الأنوار، ج75، ص75.
4- ميزان الحكمة، ج3، ص2531.
5- جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص23.
6- جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص16.
7- مسترك الوسائل ج16 ض17.
المصدر شبكة المعارف الإسلامية