المحقق البحراني والبحوث القرآنية

يعدالفقيه والزعيم الشيخ سليمان ابن الشيخ عبدالله الماحوزي (1107هج-1121هج) الملقب بالمحقق البحراني من حفاظ القرآن الكريم منذ صغره كما في سيرته ونشأته في البحرين.

 

ومن المفيد الإلماع إلى دوره في تأكيد محورية الثقلين في الحياة عبر ما سطرته يراعه من رسائل ونتاجات أو من خلال الثقافة الأدبية بما يعرف ب(ظاهرة كتابة الكشاكيل) لنشر الفكر في الأوساط المجتمعية آنذاك.

ويمكن إقتراح تداول البحث في تراث الماحوزي :‏

أولا : نتاج قلمه

لقد تحرك الشيخ سليمان الماحوزي (ت:1121هج) للاهتمام بالفكر القرآني بالتدريس والكتابة فأنجز بقلمه العديد من نتاجاته القرآنية التي خطها بقلمه الشريف وهي عبارة عن مجموعة من العناوين منها:

رسالة في إعراب 'تبارك الله أحسن الخالقين'(المؤمنون/14) وتفسيره آية "وإذا أخذ ربك من بني آدم" الأعراف/172

رسالة أفضلية التسبيح على الحمد مطلقا في الأخيرة ، رسالة في حديث أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر الامام الباقر عليه السلام في مقطعات القرآن الكريم.

ثانيا:الحضور القرآني المجتمعي

أ- على صعيد حضور المجالس في البحرين وقد ذكر الشيخ سليمان الماحوزي حضوره مجلس العلامة السيد هاشم التوبلاني البحراني (ت:1108هج)..

أو من خلال سفراته خارج البحرين.

 

ب- على صعيد الثقافة الشعبية

لقد أعد الماحوزي في زمانه أكثر من كشكول لمخاطبة جمهور خاص.

 

و يلاحظه القارئ من خلال نظرة عابرة في كتاب تمت طباعته مؤخرا بعنوان: (أزهار الرياض) ذي الستة مجلدات وهو جزء من كتاب حجمه يفوق 25مجلدا من مجموعة كتاب ( مصنفات المحقق البحراني) من تحقيق الشيخ محمد بن عيسى آل مكباس.

 

المحتويات الواردة:

حاول الشيخ سليمان ابن الشيخ عبدالله الماحوزي القيام بأغراض لحضوره الثقافي القرآني وهو يكتب كشكوله (أزهار الرياض) فهو:

أ-المتكلم يرد كلام الزمخشري عن قوله تعالى : لاينال عهدي الظالمين (انظر:أزهار الرياض،ج2،ص344).

 

وتارة أخرى يشرح اعتقادات الشيخ الصدوق حول القرآن (ج5،ص499) دفاعا عن مواقف الامامية.

ب- الفقيه يبحث ويقارن كما هو الحال من موقفه تجاه كتاب آيات الأحكام للشيخ أحمد بن عبدالله بن المتوج (ت:820هج) في الخلع والمباراة (انظر:ج2،ص).

ج-المربي القرآني : تظهر في كتاب (أزهار الرياض) أبعاد التربية القرآنية من قبيل:

آيات وصى بها والد البهائي -الشيخ حسين عبدالصمد العاملي -ابنه الشيخ محمد البهائي (انظر: ج2،ص198).

د-تفعيل التدبر من خلال تأكيد الجانب المعنوي البلاغي للقرآن كما في بحثه عن فائدة في قوله تعالى: إياك نعبد وإياك نستعين (انظر: أزهار الرياض،ج3، ص376).

ه - التأكيد على المرجعية بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حول قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا..(راجع : أزهار الرياض ،ج3ص282).

و-إثارة ثقافة السؤال في المجتمع كما في مسألة حول قوله تعالى: واذكر في الكتاب مريم. (انظر: أزهار الرياض،ج 6، ص14).

وقد قام الشيخ سليمان بتوثيق قصته مع والده الشيخ عبدالله وما حصل في مجلس السيدهاشم التوبلاني البحراني (ج5.ص466).

ز- كتابة الملاحظات الموجزة على الكتب التفسيرية للمذاهب الأخرى مثل: حاشيته على تفسير البيضاوي. (راجع:أزهار الرياض للماحوزي ،ج6، ص15). ورد إشكالات حول قوله تعالى:ليس له سلطان على الذين آمنوا.(انظر: أزهار الرياض،ج3،ص8).

ح-محاولة ضبط المصطلحات القرآنية وإيجاد فهم إجتماعي في معنى المتشابه والمحكم لما لهما من تأثير في التعامل مع القرآن (انظر: أزهار الرياض، ج6،ص11 وأسماء الله تعالى ج5،ص426).

ط- الاعتبار بالتاريخ والقصص القرآني ومثاله: فائدة في أسماء أصحاب الكهف (انظر: أزهار الرياض،ج6 ، ص13) و ما قاله الله تعالى ﻷصحاب اليمين وأصحاب الشمال (ج5، ص317).

ي-بحث القراءات مثاله: الزمخشري يطعن في قراءة ابن عامر( أزهار الرياض ،ج6،ص524) وعرض آراء الزمخشري وابن أبي حيان والتفتازاني.

س-الاهتمام بالتفسير الروائي كما في كلام الامام الصادق ع في قوله تعالى: وظل ممدود وماء مسكوب(الواقعة/31). ج5، ص246

الختام والتوصية

تجدر دراسة حياة الشيخ سليمان الماحوزي وفترة عصره الحافل بأبعاد منهجية وتبليغية للتعامل مع القرآن الكريم.