استعمال (البيت) في القرآن الكريم في الكعبة المشرفة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ﴾ ( البقرة :127)

سوف يكون الحديث في عدة نقاط :

1- أهمية الكعبة وعظم قدرها .

2- وليد الكعبة ومن هو ؟

3- علاقة علي عليه السلام بالكعبة .

1- الكعبة أول بيت للعبادة

يكثر استعمال البيت في القرآن الكريم في الكعبة المشرفة فيطلق البيت ويراد به الكعبة كما في الآيات التالية :

قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإسماعيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ( [1] ) .

وقال تعالى : ( فمن حجََّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّّّّوََّّّّف بهما ) [2]  ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً ) [3]  ( ولله على الناس حجُُّ البيت من استطاع إليه سبيلا ) [4]  ] إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ [ [5]

 ففي هذه الموارد استعمل لفظ البيت وأريد به الكعبة المشرفة .

كما فسرت الكعبة بالبيت في قوله تعالى : ] جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ[ [6]  

أول بيت وضع

[ 1 ] قال تعالى  : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ(96)فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إبراهيم وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) [7]  .

وهذه الآية تدل على شرف هذا البيت بل كل الشرف له فهو السابق على كل البيوت والأماكن والبقاع ،  ففضله وشرفه سابق على كل الأماكن المقدسة فهو مبارك ، وهدى للعالمين جميعاً ، وفيه آيات الله البينات : من مقام إبراهيم ، وحجر إ سماعيل ، وغيرهما،ولشرفه وعظمته جعله أماناً لكل الخلائق بما في ذلك  الإنسان والحيوانات والطيور والنبات.

 1 فقد جاء في صحيح ابن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات ) ، ما هذه الآيات البينات ؟

قال : ( مقام إبراهيم ، حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه ، والحجر الأسود ، ومنزل إسماعيل عليه السلام ) [8] .

2_ وجاء في تفسير القمي قال : ( أم القرى مكة ، سميت أم القرى لأنها أول بقعة خلقها الله من الأرض لقوله : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً )( [9] ) .

        3_ وفي خبر أبي حسّان عن أبي جعفر عليه السلام قال :

(( لما أراد الله عزّ وجلّ أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجاً ، ثم أزبد فصار زبداً واحداً فجمعه في موضع البيت ، ثم جعله جبلاً من زبد ، ثم دحى الأرض من تحته ، وهو قول الله عز وجل : ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً )[10]  .

2 - بناء الكعبة

من هو أول من بنى الكعبة هل هوإبراهيم عليه السلام ؟ أو آدم عليه السلام أو الملائكة ؟؟ .

الجواب :

الذي يبدو من قوله تعالى : [ وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإسماعيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ] [11].

 وغيرها أن البيت كان موجوداً قبل إبراهيم الخليل عليه السلام ، وقد تهدم وبقيت أركانه وأسسه الأولية ، فجاء الخليل مع ابنه إسماعيل عليهما السلام ورفعا قواعد البيت التي اندثرت آثاره وانتهت معالمه الظاهرية ولم يبقى إلا القواعد الداخلية .

ويدل عليه قوله تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) [12].

          قال الشيخ الطوسي : وروي عن علي عليه السلام أنه قال :

( أول بيت وضع للعبادة البيت الحرام . وقد كانت قبله بيوت كثيرة ) [13] .

          لعلها بيوت للسكن والاستقرار .

فيوجد هناك قولان في أول من بنى الكعبة :

القول الأول : أن أول من بناه هم الملائكة : ويوجد روايات عديدة تدل على وجود البيت قبل إبراهيم عليه السلام ، وقد حج إليه عدد من الأنبياء ، وحج إليه آدم عليه السلام ، بل والملائكة من قبله .

1 فقد جاء في صحيح معاوية بن عمار ، وجميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام :

(( قال : لما طاف آدم بالبيت وانتهى إلى الملتزم ، قال له جبرائيل عليه السلام يا آدم أقر لربك بذنوبك في هذا المكان ، قال : فوقف آدم عليه السلام فقال : يا رب إن لكل عامل أجراً ، وقد عملت فما أجري ؟ فأوحى الله عز وجل إليه يا آدم قد غفرت ذنبك . قال : يا رب ولولدي [ أ ] ولذريتي ، فأوحى الله عزّ وجلّ - إليه ، يا آدم من جاء من ذريتك إلى هذا المكان وأقر بذنوبه وتاب كما تبت ، ثم استغفر ، غفرت له )) [14] .

2 وكذلك صحيح معاوية بن عمار ، الآخر ، عن أبي عبد الله عليه السلام :

(( قال : لمّا أفاض آدم من منى ، تلقته الملائكة فقالوا : يا آدم بِر حجّك ، أما إنه قد حججنا هذا البيت قبل أن تحجه بألفي عام )) [15] .

وذكر بناء الملائكة للبيت قبل آدم ، الأزرقي في تاريخ مكة ، عن الإمام زين العابدين عليه السلام [16]  .

          والقول الثاني :

 أن الذي بنى البيت هو آدم عليه السلام : كما في خبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

(( إن آدم عليه السلام هو الذي بنى هذا البيت ، ووضع أساسه ، وأول من كساه الشعر وأول من حج إليه إلخ ))[17] .

ولا محيص عن القول الأول للأدلة الصحيحة وعدم قوة الأدلة للقول الثاني .

3-النبي ( ص )ساهم في بناء الكعبة

ساهم رسول الله صلىالله عليه وآله في بناء الكعبة المشرفة .

 فقد جاء في صحيحة داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله ساهم قريشاً في بناء البيت فصار لرسول الله صلى الله عليه وآله من باب الكعبة إ لى النّصف مابين الرّكن اليماني إلى الحجر الأسود ) [18] .

وفي رواية أخرى : كان لبني هاشم من الحجر الأسود إلى الركن الشّامي [19].

وهذه الرواية تخالف الرواية السابقة : إلاّ أن يقال : أنهم أشركوه صلى الله عليه وآله مع بني هاشم في هذا الضلع فكان له ما بين الحجر إلى الباب .    

4-الرسول ( ص ) يضع الحجر الأسود

كما في صحيحة سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال : (( إنّ قريشاً في الجاهلية هدموا البيت فلمّا أرادوا بنائه حيل بينهم وبينه ، وألقي في روعهم الرّعب ، حتّى قال قائل منهم : ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله ، ولاتأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أوحرام ، ففعلوا فخلّى بينهم وبين بنائه فبنوه حتّى انتهوا إلى موضع الحَجَر الأسود فتشاجروا فيه أيّهم يضع الحجر الأسود في موضعه حتّى كاد أن يكون بينهم شرّ فحكموا أوّل من يدخل من باب المسجد ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلمّا أتاهم أمر بثوب فبسط ثمّ وضع الحجر في وسطه ثمّ أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه ، ثمّ تناوله صلى الله عليه وآله فوضعه في موضعه ، فخصّه الله به ))[20].

5–  احترام الكعبة في الجاهلية  

فقد جاء في صحيح سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :  ( إن العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية يصلون الرحم ، ويقرون الضّيف ، ويحجّون البيت ، ويقولون : اتقوا مال اليتيم ، فإنّ مال اليتيم عقال ، ويكفّون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة ، وكانوا لا يملا لهم إذا انتهكوا المحارم ، وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلّقونه في أعناق الإبل ، فلا يجتري أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيث ذهبت ، ولا يجتري أحد أن يعلّق من غير لحاء شجر الحرم ، أيّهم فعل ذلك عوقب ، فأمّا اليوم فأملى لهم ، ولقد جاء أهل الشام ونصبوا المنجنيق على أبي قبيس ، فبعث الله عليهم سبحانه كجناح الطير فأمطرت عليه صاعقة ، فأحرقت سبعين رجلاً حول المنجنيق )) [21] .

6-الكعبة عنوان الإسلام

قال  تعالى : ( جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) [22].

 وجاء في صحيح أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال :

( لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة ) [23] .

- وفي صحيح عبدالرحمن بن أبي عبدالله ( البصري ) قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام :

(( أنّ ناساً من هؤلاء القصاص يقولون : إذا حج رجل حجة ، ثم تصدق ووصل كان خيراً له ، فقال : كذبوا لو فعل هذا الناس لعطل هذا البيت ، إنّ الله تعالى جعل البيت قياماً للناس )) [24] .

7- فضل النظر إلى الكعبة

1 صحيحة زرارة  قال : كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر عليه السلام وهو محتب مستقبل الكعبة ، فقال : (( أما إنّ النظر إليها عبادة )) .

2 صحيحة معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام :

(( قال : إنَّ الله تبارك وتعالى جعل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة ، ستون للطائفين وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين ))[25] .

روى هذه الرواية الكليني في ( الكافي ج4 ص 240 )  وفيه : (( إنَّ الله تبارك وتعالى حوّل الكعبة عشرين ومائة رحمة منها ستون )) .

وهذه الرواية رواها الشيخ الصدوق ، بسند صحيح عن أبي عبدالله عليه السلام قال وفيه : (( إن لله تبارك وتعالى حول الكعبة مائة وعشرين رحمة ، منها : ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين )) [26] .

3 صحيحة حريز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

(( النظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى الوالدين عبادة ، والنظر إلى الإمام عبادة ، وقال من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحيت عنه عشر سيئات )).[27]

4-  وعن أبي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام (( من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها، غفر الله له ذنوبه  وكفاه همّ الدنيا والآخرة )) [28].

8- الكعبة هي القبلة الأولى

          عندما أمر الله نبيّه وخليله إبراهيم عليه السلام ببناء الكعبة .

          قال تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإسماعيل) [29] .

          وقال تعالى : ) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ( [30] .

          فعندما أكمل إبراهيم بناء الكعبة ، جعلها قبلة ومطافاً للناس قبل أي مكان مقدس آخر حتى قبل أن يقوم سليمان عليه السلام ببناء بيت المقدس في فلسطين .

          فقول إبراهيم عليه السلام : ] رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ[ [31] .

          فالهدف الأساسي من بناء الكعبة هو ، إقامة الصلاة والتوجه إليها في حال الصلاة مع إقامة شعائر الحج ومناسكه.

          فتحويل القبلة من الكعبة إلى بيت المقدس إنما كان مؤقتاً وامتحاناً ، فبعد مرور تلك الفترة ، أرجعت القبلة إلى الكعبة المشرفة كما كانت في زمان إبراهيم عليه السلام .

          فجعل الكعبة قبلة لجميع المسلمين في كل مكان ، هذا شرف للكعبة والحرم الإلهي ، ويتشرف بذلك جميع المسلمين لأنهم رجعوا إلى قبلة أبيهم إبراهيم عليه السلام .

          وهذا الشرف للكعبة لا يدانيه أي شرف ، وأرض الكعبة لا تلحقها أي أرض في العالم مهما كانت .

9-  الكعبة قبلة المسلمين

          بعد أن مر المسلمون وأتباع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالامتحان في الصلاة متجهين إلى بيت المقدس على بعض الأقوال : ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ) [32] .

          وربما قيل في القبلة التي كنت عليها هي : الكعبة حيث أن الرسول كان في مكة يصلي إلى الكعبة وهي قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام وبعد هجرته إلى المدينة أُمر بالصلاة إلى بيت المقدس .

          وفي شهر رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين ، أُمر الرسول أصحابه ، أن يحولوا وجوههم في الصلاة من بيت المقدس إلى الكعبة المعظمة .

فقال تعالى : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ( [33] .

وقال تعالى : ) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(149)وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( [34] .

          يقول الطبرسي : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينتظر الوحي من السماء في تحويله إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم ، ومفخرة العرب ومطافهم ، فيكون أدعى لهم إلى الإيمان ، ولمخالفة اليهود )( [35]).

          وبشرف الكعبة تتشرف مكة كقبلة للمسلمين ، خصوصاً على القول الفقهي القائل أن الكعبة قبلة لمن في المسجد الحرام ، والمسجد قبلة لمن في مكة ، ومكة قبلة لجميع البلدان .

          كما جاء في خبر الحجال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

(( إن الله تبارك وتعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد ، وجعل المسجد قبلة لأهل الحرم ، وجعل الحرم قبلة لأهل الدنيا ))[36].

10- دحو الأرض من تحت الكعبة

          قال تعالى : ( وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) .

          أي بسطها ، من ( دحوت الشيء دحواً ) بسطته . وفي الحديث ( يوم دحو الأرض ) أي بسطها من تحت الكعبة ، و هو اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة .

          ويوم دحو الأرض : يوم مشهور ، ومشهود عند آل محمد عليهم السلام ، ويستحب صيامه ، وفيه ثواب كثير.

          ودحو الأرض وبسطها إنما كان من تحت الكعبة

3 سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام :

(( لم سميت مكة أم القرى ؟ قال عليه السلام : لأن الأرض دحيت من تحتها ......... وسأل عن أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان ، فقال له : موضع الكعبة ، وكانت زبرجدة خضراء )) [37] .

4 وفي خبر صالح اللفائفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

(( إن الله عز وجل دحى الأرض من تحت الكعبة إلى منى ، ثم دحاها من منى إلى عرفات ، ثم دحاها من عرفات إلى منى فالأرض من عرفات وعرفات من منى ، ومنى من الكعبة )) [38] .

5 وسئل أمير المؤمنين عليه السلام :

(( لم سميت مكة ؟ قال : لأن الله مكّ الأرض من تحتها ، أي دحاها )) [39] .

11- الكعبة أحب البقاع إلى الله

          لاشك في تفاضل الأرض بعضها على البعض الآخر ، وقد تعددت الروايات الصحيحة الدالة ، على أفضلية أرض الكعبة المشرفة ومكة المكرمة والحرم الإلهي على غيرها من الأراضي ، فمن ذلك :

     1 صحيحة زرارة : (( قال كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر عليه السلام وهو محتب مستقبل الكعبة .

 فقال : أما إنّ النظر إليها عبادة .

 فجاءه رجل من بجيلة يقال له : عاصم بن عمر  .

فقال لأبي جعفر عليه السلام : إنّ كعب الأحبار كان يقول : إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة .

 فقال أبوجعفر عليه السلام : فما تقول فيما قال كعب؟

فقال : صدق ، القول ما قال كعب.

فقال أبوجعفر عليه السلام : كذبت وكذب كعب الأحبار معك وغضب .

قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول : كذبت ، غيره .

ثم قال : ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها - ثم أومأ بيده نحو الكعبة - ولا أكرم على الله عز وجل منها ، لها حرّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات والأرض ، ثلاثة متوالية للحج : شوال ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة رجب )).

روى هذه الرواية : ثقة الاسلام الكليني ( في الكافي ج4 ص239 )

12- مكة أحب الأرض إلى الله 

إنّ أرض مكة المكرمة هي أرض الله المطهرة التي أنشأ عليها مشاعره المقدسة وأوجب على عباده حجّها تعظيماً لشأنه وإكراماً إليه فلا غرو أن تكون هذه البقعة أحب الأرض إليه :   

فقد روى الشيخ الصدوق بسند صحيح ، عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

 (( أحب الأرض إلى الله تعالى مكّة ، وما تربة أحب إلى الله عزّ وجل من تربتها ، ولا حجر أحب إلى الله من حجرها ، ولا شجر أحب إلى الله من شجرها ، ولا جبال أحب إلى الله من جبالها ، ولا ماء أحب إلى الله من مائها )) .[40]

13- أول ما خلق الله من الأرض مكة

          تعددت الروايات الدالة على أن أرض مكة وبالأخص أرض الكعبة المشرفة هي أول ما خلق الله من الأرض .

1 فقد جاء في تفسير القمي بسند صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال :

(( إن إبراهيم عليه السلام كان نازلاً في بادية الشام ، فلما ولد له من هاجر إسماعيل ، اغتمت ساره من ذلك غماً شديداً ، لأنها لم يكن لها منه ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمّه ، فشكى إبراهيم ذلك إلى الله عز وجل ، فأوحى الله إليه ، إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعتها ، وإن أقمتها كسرتها ، ثم أمره أن يخرج إسماعيل وأمه ، فقال : يا رب إلى أي مكان ؟

قال : إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من الأرض وهي مكة إلخ )) [41] .

ولادة علي في الكعبة

تسالم علماء الشيعة على ولادة علي بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة المباركة فقد روى الصدوق:

 قال يزيد بن قعنب : كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى  بازاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة  به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي . قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره  ودخلت فاطمة فيه  وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز وجل ، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليه السلام ثم قالت : إني فضلت على من تقدمني من النساء لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب  أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا ، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرواقها، فلما أردت  أن أخرج هتف بي هاتف ، يا فاطمة سميه عليا فهو علي ، والله العلي الأعلى يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه . [42]

أعلام الفريقين على تواتر هذه الحادثة 

1-      قال الحاكم في " المستدرك " :

      فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة .[43]

2-   وحكى الحافظ الكنجي الشافعي في ( الكفاية ) من طريق ابن النجار عن الحاكم النيسابوري أنه قال : ولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراما له بذلك ، وإجلالا لمحله في التعظيم .[44]

3-   الدهلوي الشهير بشاه ولي الله والد عبد العزيز الدهلوي مصنف ( التحفة الاثنى عشرية في الرد على الشيعة ) فقال في كتابه ( إزالة الخفاء ) : تواترت الأخبار إن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليا في جوف الكعبة فإنه ولد في يوم الجمعة ثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده .[45]

4-      شهاب الدين السيد محمود الآلوسي صاحب التفسير الكبير قال : في ( شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية ) لعبد الباقي أفندي العمري ص 15 عند قول الناظم :

أنت العلي الذي فوق العلى رفعا   *    ببطن مكة عند البيت إذ وضعا

قال :

وكون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا وذكر في كتب الفريقين السنة والشيعة - إلى أن قال - : ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه كما اشتهر وضعه بل لم تتفق الكلمة عليه ، وما أحرى بإمام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين ؟ وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين .

 وقال في ص 75 عند قول العمري :

وأنت أنت الذي حطت له قدم   *  في موضع يده الرحمن قد وضعا

 وقيل : أحب عليه الصلاة والسلام ( يعني عليا ) أن يكافئ الكعبة حيث ولد  في بطنها بوضع الصنم عن ظهرها فإنها كما ورد في بعض الآثار كانت تشتكي إلى الله تعالى عبادة الأصنام حولها وتقول : أي رب حتى متى تعبد هذه الأصنام حولي ؟ والله تعالى يعدها بتطهيرها من ذلك .[46]

5- ذكر موفق بن أحمد الخوارزمي في كتاب المناقب ، ولد بمكة  المشرفة داخل البيت الحرام في يوم الجمعة ، الثالث عشر من شهر الله الاصم رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة - وقيل بخمس وعشرين - وقبل المبعث باثنتي عشرة سنة - وقيل بعشر سنين - ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه ، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لكرامته ، وكان هاشميا من هاشميين ، وأول من ولده هاشم مرتين ، وكان مولده بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وآله بخديجة بثلاث سنين ، وكان عمر رسول الله صلى الله عليه واله يوم ولادة علي ثماني وعشرين سنة ، انتهى كلام المالكي [47].

ويجدها القارئ من المتسالم عليه من فضائل مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في غير واحد من مصادر القوم منها :

1 - مروج الذهب 2 ص 2 تأليف أبي الحسن المسعودي الهذلي

2 - تذكرة خواص الأمة ص 7 " سبط ابن الجوزي الحنفي

3 - الفصول المهمة ص 14 " ابن الصباغ المالكي

 4 - السيرة النبوية 1 ص 150 " نور الدين علي الحلبي الشافعي

 5 - شرح الشفا ج 1 ص 151 " الشيخ علي القاري الحنفي

6 - مطالب السئول ص 11 " أبي سالم محمد بن طلحة الشافعي

 7 - محاضرة الأوائل ص 120 " الشيخ علاء الدين السكتواري

 8 - مفتاح النجا في مناقب آل العبا " ميرزا محمد البدخشي

 9 - المناقب " الأمير محمد صالح الترمذي

 10 - مدارج النبوة " الشيخ عبد الحق الدهلوي

 11 - نزهة المجالس 2 ص 204 " عبد الرحمن الصفوري الشافعي 12 - آيينه تصوف ط ص 1311 " شاه محمد حسن الجشتي

13 - روائح المصطفى ص 10 " صدر الدين أحمد البردواني

14 - كتاب الحسين 1 ص 16 " السيد علي جلال الدين

15 - نور الأبصار ص 76 " السيد محمد مؤمن الشبلنجي

16 - كفاية الطالب ص 37 " الشيخ حبيب الله الشنقيطي

علماء الشيعة

 وأما أعلام الشيعة فقد ذكرت منهم هذه الأثارة أمة كبيرة  وقد عد العلامة الأميني  منهم 50 عالما ً  وذكر تحت رقم 50 قال  :

50 - شيخنا الأوردبادي ألف في الموضوع كتابا فخما ، وقد أغرق نزعا في التحقيق ولم يبق في القوس منزعا ، وإليك فهرست عناوينه .

1 - حديث المولد الشريف وتواتره .

2 - حديث الولادة الشريفة مشهور بين الأمة .

3 - نبأ الولادة والمحدثون

4 - حديث الولادة والنسابون .

5 - حديث الولادة والمؤرخون .

6 - حديث الولادة والشعراء .

7 - حديث الولادة والاجماع عليه . [48]

علي وليد الكعبة

فضائله لاتعد ولاتحصى

فعن ابن عباس : ما نزل في أحد في كتاب الله مانزل في علي .

وعنه : ما أنزل الله : يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أميرها وشريفها ولقد عاتب الله أصحاب محمد ( ص ) في غير مكان من كتابه العزيز وما ذكر علياً إلا بخير .

وقال الحاكم : قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ( ص ) من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .

 ولوم يكن من فضائله إلا ولادته في الكعبة لكفى .

علاقة علي عليه السلام بالكعبة

العبادة :

أعلى مراتب صفات الكمال للإنسان هو أن يصل إلى أعلى مراتب العبودية لله سبحانه وقد أبرز القرآن  هذه الصفة لرسول لله صلى الله عليه وآله مما يدلل على علو هذه الصفة قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )  فحقيقة الإسراء والعروج لا يحصلان للعبد إلا بقدم العبودية ، وكذلك قال تعالى : ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب )  وكما في ( فأوحى إلى عبده ما أوحى )  وكما يقول : ( فوجد عبداً من عبادنا ) فالوحي والعلم اللدني لا يحصلان إلا لمن بلغ أقصى درجات العبودية , وهكذا علاقة علي عليه السلام بالكعبة علاقة العبادة منذ صغره حتى شهادته فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي عليه السلام أنه قال : إني عبد الله  وأخو رسوله  وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة .[49]

ومن اهتمام أمير المؤمنين عليه السلام بالكعبة أوصى بنيه بها كما جاء في صحيح حماد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :

( كان علي صلوات الله عليه يقول لولده:يا بنيّ انظروا بيت ربكم فلا يخلونّ منكم فلا تناظروا )[50] .

ومعنى فلا تناظروا : يعني فلا تمهلوا . لان المراد من المناظرة الانظار وهو الإمهال .

 

 

[1] سورة البقرة آية 127 .
2 البقرة : 158 . 
3 البقرة 125 . 
4 آل عمران : 97 .
5 آل عمران : 96 . 
[6] سورة المائدة آية 97 .
[7] سورة آل عمران آية 96 و97 .
[8] الكافي ج4 ص 223 كتاب الحج باب 10 في قوله تعالى فيه آيات بينات ، الوسائل كتاب الحج باب 18 من أبواب مقدمات الطواف ح5.
[9] تفسير القمي ج2 ص272 ، وعنه في البحار ج54 ص64 .
[10] الكافي ج4 ص189 كتاب الحج باب3 ح6 .
[11] سورة البقرة آية 127 .
[12] سورة آل عمران آية 96 .
[13] التبيان للطوسي ج2 ص535 .
[14] الكافي ج4 كتاب الحج باب حج آدم ح3 .
[15] الكافي ج4 كتاب الحج باب حج آدم ح4 .
[16] تاريخ مكة للأزرقي ج1 ص44 .
[17] وسائل الشيعة كتاب الحج باب 10 من مقدمات الطواف ح1758 .
[18] الكافي ج 4 كتاب الحج باب 9 ورود تبّع …ح 5 ، والفقيه ج 2 ص 158 باب 64 ح 27 ، وعنهما في الوسائل كتاب الحج باب 11 من أبواب مقدمات الطواف ح 11 . 
[19] نفس المصادر السابقة .
[20] الكافي ج 4 ص 217 باب 9 ورود تّبع …ح 3 ، الفقيه ج2 ص 158 باب 64 ح 24 ، وعنهما في الوسائل كتاب الحج باب 11 من أبواب مقدمات الطواف ح 9 . 
[21] الوسائل كتاب الحج باب 18 من أبواب مقدمات الطواف ح2 . 
[22] سورة المائدة آية 97 .
[23] الكافي ج1 ص271 كتاب الحج باب انه لو ترك الناس الحج لجاءهم العذاب ، علل الشرائع ج2 ص98 باب 132 ح1 .
[24] علل الشرائع ج2 ص161 باب210 ح1 .
[25] وسائل الشيعة كتاب الحج باب9 من مقدمات الطواف ح17819 عن الكليني .
[26] ثواب الإعمال ص 77ح11بسند صحيح ، ومن لا يحضره الفقيه ج1 ص74 مرسلاً.
27 رواها الشيخ الكليني في ( الكافي ج4 ص240 ) 
28 الوسائل ج 13 ص 265 ح 17703 . 
29 البقرة : 127 
30 آل عمران : 96 . 
31 إبراهيم : 37 . 
32 البقرة : 143 . 
33 القرة : 143 – 144 . 
34 البقرة : 149 – 150 . 
35 جوامع الجامع ج 1 ص 94 . 
36 وسائل الشيعة ج 4 ص 303 ح 5216 . ط آل البيت .
37 علل الشرايع ج 2 ص 318 و 320 . ط الأعلمي . 
38
39 البحار ج 96 ص 85 ح 45 . 
40 الوسائل كتاب الحج باب 19 من أبواب مقدمات الطواف ج 13 ص 243 ح 17653 . طبع آل البيت . 
41 تفسير علي بن إبراهيم 
أخذنا أكثره من كتابنا : مكة أحب البقاع إلى الله . مخطوط . وانظر فضائل الكعبة ومكة في الوسائل كتاب الحج أبواب مقدمات الطواف والبحار ج 96 كتاب الحج 
42 معاني الأخبار ص وعلل الشرايع ص والأمالي ص - بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 35 ص 7 . 
43 المستدرك على الصحيحين ج 3 550 ح 6044 طبع دار الكتب العلمية وج 3 ص 483 طبع حيدر آباد . 
44 الغدير - الشيخ الأميني ج 6 ص 22 . 
45 الغدير - الشيخ الأميني ج 6 ص 22 . 
46 الغدير - الشيخ الأميني ج 6 ص 22 – 23 .
47 بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 35 ص 7 عن الفصول المهمة لابن الصباغ ص 12 و 13 

48 الغدير - الشيخ الأميني ج 6 ص 27 .
49 المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 121 ح 4584. 

 المصدر: موقع مكتبة الهداية