الأَسْباطْ في القرآن الكريم

                                                               

أصل السبط كما ورد في كتب اللغة كالمفردات مثلا:انبساط في سهولة, يقال شعر سَبْطٌ وسَبِطٌ, وامرأة سَبْطَة الخلقة ورجل سَبْطُ الكفين ويعبر به عن الجود,  وفي ملاحظات  العاملي على المفردات:

السِبْطُ: لفظ مشترك بين العربية والعبرية, وربما مع لغات أخرى وهو بمعنى قبيلة والإنبساط بمعنى الإسترسال, قال ابن منظور: قال أبو العباس سألت ابن الإعرابي :مامعنى السبط في كلام العرب؟فقال: السبط والسبطان والأسباط خاصة الأولاد منهم, وفي الحديث : الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله... انتهى ... ملاحظات العاملي ص::378

وفي هذا المعنى يقول السيد الحميري في قصيدته :

ألا إنّ الأئمّة من قريش                    ولاة الحقّ أربعـــــة سواء                                             

علىّ و الثّلاثـــة من بنيه                   هم الأسباط ليس لهم خفاء                                      

فسبط سبط ايمان و بــرّ                   و سبط غيّبتــــه كربـــلاء

و سبط لا يذوق الموت حتّى           يقود الخيل يقدمها اللَّــواء

يغيب فلا يرى فيهم زمانا               برضوى عندهم عسل و ماء

(ديوان السيد الحميري ص50)

  و مُفرد كلمة أسباط في اللغة العربيّة هوسبط ومعنى السبط في اللغة العربيّة ولد البنت حيث إنّ ولد الإبن يسمى بالحفيد. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الأسباط في عدة مواقع وقد كان يُقصد بهم هنا أولاد سيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام وهم إثنا عشر ولد الذين أتت منهم طوائف بني إسرائيل، ومن أحد هذه الآيات الكريمة قوله سبحانه وتعالى (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة الأعراف آية رقم 160.

 وقد روي أنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله كان يقول عن الحسن والحسين عليهما السلام بالسبطين كناية عن كونهما أبناء السيدة فاطمة عليها السلام.

والأسباط في القرآن الكريم هم أسباط نبي الله يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم الخليل عليه السلام من ذراريه الإثني عشر.

 

القرآن المجيد والأسباط

(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)البقرة 136

(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة 140

(وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) آل عمران 84

(وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء 163

(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) الأعراف 160

وكان ليعقوب عليه السلام اثنا عشر ولدا، وهم: روبين، وشمعون، ويهودا، ويساكار، وزبولون، وبنيامين، ودان، ونفتالي، وجاد، وأشير، وآباء الأسباط العشرة، ويوسف عليه السلام أنجب ولدين هما: منشي وافرائيم، فصار من كل واحد منهم سبط، أما لاوي بن يعقوب عليه السلام فلم يكن له نصيب في أحد من الأسباط.

قام يوشع بن نون-وصي موسى بن عمران عليه السلام-بتقسيم الأراضي المقدسة في فلسطين بين أسباط يعقوب عليه السلام، وأعطى الكهانة لأولاد لاوي بن يعقوب.

كان الأسباط متآخين ومتفقين فيما بينهم، يحكمون البلاد المقدسة في فلسطين حكومة واحدة حتى زمان سليمان بن داود عليه السلام، وبعد وفاة سليمان عليه السلام انقسمت حكومتهم إلى حكومتين، إحداهما يحكمها ذراري الأسباط العشرة باسم مملكة يهوذا، والحكومة الثانية شكلها ذراري سبطي يوسف عليه السلام، وتراسها رحبعام بن سليمان، باسم مملكة إسرائيل.

كان أكثر الأسباط وذراريهم مؤمنين بالله سبحانه  صلحاء، ومن المؤرخين من جعلهم في عداد الأنبياء والمرسلين.

سُئل الامام الباقر عليه السلام عن أولاد يعقوب هل كانوا أنبياء بأجمعهم؟ فقال عليه السلام: لا، ولكنهم كانوا أسباطا أولاد أنبياء، ولم يفارقوا الدنيا الا سعداء، تابوا وتذكروا ماصنعوا.الكافي:8/246

الحسين عليه السلام سبط من الأسباط بإجماع المسلمين

وعن سهل عن محمد بن سليمان عن عيثم بن أشيم عن ابن عمار عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورا فقال له الناس أضحك اللَّه سنك يا رسول اللَّه وزادك سرورا - فقال رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم إنه ليس من يوم ولا من ليلة إلا ولي فيها تحفة من اللَّه ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال يا محمد إن اللَّه تعالى اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم فيمن مضى ولا يخلق مثلهم فيمن بقي - أنت يا رسول اللَّه سيد النبيين وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين والحسن والحسين سبطاك سيدا الأسباط وحمزة عمك سيد الشهداء - وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم القائم يصلي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللَّه إلى الأرض من ذرية علي وفاطمة من ولد الحسين عليه السّلام. الكافي ، 8 / 49 / 1340

       وعُبّر عن الحسين بن علي بأنَّه سبطٌ من الأسباط، في الحديث الذي أورده الفريقان من الشيعة والسنة، ورواه الترمذي والطبراني في معجمه الكبير عن النبي صلى الله عليه وآلهحسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط... سير أعلام النبلاء 3 : 280 / 282 ، الإصابة في معرفة الصحابة 1 : 332 / 1724 ، مروج الذهب 3 : 64 ، ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من تاريخ ابن عساكر، أسد الغابة 2:18

 

هناك صفوة من البشر  يلقّبون بالأسباط

والأسباط ليسوا من الأنبياء، ولكنهم من الأوصياء  و يشاركون الأنبياء في الوحي  ،  أَوْحَيْنَا يعني أن الله سبحانه يجعلهم تحت رعايته الخاصة ويوحي إليهم كما يوحي للأنبياء ولكن بطرق مختلفة كما يخبرنا القرآن الكريم في مجموعة من الآيات الكريمة:

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤ النجم﴾

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤ النجم﴾

ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ﴿٤٤ آل عمران﴾

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴿١٦٣ النساء﴾

كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ﴿١٦٣ النساء﴾

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ ﴿١٦٣ النساء﴾

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي ﴿١١١ المائدة﴾

وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴿١٩ الأنعام﴾

إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿٥٠ الأنعام﴾

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ﴿٩٣ الأنعام﴾

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴿٩٣ الأنعام﴾

اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ﴿١٠٦ الأنعام﴾

يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴿١١٢ الأنعام﴾

وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ﴿١٢١ الأنعام﴾

قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ﴿١٤٥ الأنعام﴾

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿١١٧ الأعراف﴾

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ﴿١٦٠ الأعراف﴾

قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِنْ رَبِّي ﴿٢٠٣ الأعراف﴾

إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ ﴿١٢ الأنفال﴾

أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ﴿٢ يونس﴾

إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ﴿١٥ يونس﴾

وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ﴿٨٧ يونس﴾

وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿١٠٩ يونس﴾

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ﴿١٢ هود﴾

وَوَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ﴿٣٦ هود﴾

ومن هذه الآيات المباركة نفهم أن طرق الوحي والإيحاء مختلفة كما بيّنت الآيات الكريمة أنّ طرق الوحي الرئيسية تكون على ثلاثة، أما غيرها من أنواع الوحي فتعتبر متفرعة عنها..
وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى أنواع الوحي عندما سألوه صلوات الله عليه عن لفظ الوحي في كتاب الله تعالى فقال: منه وحي النبوة، ومنه وحي الإلهام، ومنه وحي الإشارة، ومنه وحي أمر، ومنه وحي كذب، ومنه وحي تقدير، ومنه وحي خبر ومنه وحي الرسالة. فأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى: " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسمعيل ويعقوب " . إلى آخر الآية. وأما وحي الالهام فقوله عزوجل " وأوحى ربك إلى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " ومثله " وأوحينا إلى ام موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم " . وأما وحي الاشارة فقوله عزوجل: " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " أي أشار إليهم لقوله تعالى: " ألا تكلم الناس ثلثة أيام إلا رمزا " . وأما وحي التقدير فقوله تعالى: " وأوحي في كل سماء أمرها وقدر فيها أقواتها . وأما وحي الامر فقوله سبحانه: " وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي " . وأما وحي الكذب فقوله عزوجل: " شياطين الانس والجن يوحي بعضهم إلى بعض " إلى آخر الآية. وأما وحي الخبر فقوله سبحانه " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين..بحار الأنوار ج14ص 163 نقلا عن تفسير النعماني
وهناك بعض الأمور تجدر الاشارة اليها: انّ قوله تعالى ((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا)) توضح بأنّ الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يُرى حتى ولو بلغ مقام النبوة والرسالة، كما يتصوره البعض، فيصورونه على انّ له جسم وأعضاء تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً..
قوله تعالى ((من وراء حجاب)) لا يقصد منها الخلف كما قد يتوهمه البعض، بل جاءت هنا بمعنى الحائل أو الساتر، كما في قوله تعالى ((وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًامَسْتُورًا))الإسراء:45
وكذلك من الأمور الأساسية لكل مؤمن بالأنبياء والرسل لابد له أن يؤمن بالغيب، وهو الوحي الذي يأتي الأنبياء والرسل فيعرفون بما يريده الله سبحانه وتعالى منهم أو من الناس..

إذن الأسباط هم دون الأنبياء  عليهم السلام ولكنهم يشتركون معهم وهذا من اختيار الله عزوجل لهم فهو ولي خلقه يختار ويجتبي من رسله من يشاء ولا يُسأل عن فعله تبارك وتعالى والحمد لله رب العالمين