نْ وَالْقَلَمِ وَمايَسطُروُن

                                                                   

بِسْمِ الله الرًّحْمَنِ الرَّحِم

نْ وَالْقَلَمِ وَمايَسطُروُن

إنّ أوّل مَن كَتَبَ بالقَلَم هُو النّبيّ إدريس عليهِ السلام وَهُوَ أيضاً أوّل مَن خَطّ الثِياب وَلَبِسِها وَأوّل مَن نَظَرَ فِي عِلمِ النّجُوم وَفَهِمَها وأوّل مَن صَنَعَ الأدواتِ والآلات وَرَسَمَ لِقَومِهِ قَواعِد تَمدِينِ المُدن فَرَسَمَت كُلّ مَدِينَةٍ المُدن المَوجُودَةِ فِي أرضِها وأنشأَ فِي زمانِهِ 188 مدينة
وأهَميّة القلم القَلَم لَيسَ مُهِمّاً سواء كانَ رَخيص أو ثمين فَمِن خَلالهِ فَقَط يُمكِن الحُصولِ على أشياءٍ لا تَحدُث إلاّ من خلالهِ مِثِل: نَقلُ العِلم: فِي العُصورِ قَبلَ ظُهُورِ الإنترنت كانَت الكتابةِ بالقلم على الورق هُوَ المَصدَر الرّئيسِي للتعليم والقراءة ونقلِ العلم، فَقَد كَتَبَ عُلماء وعظماء أشياءٌ حَفَرُوها فِي وجدانِ التّاريخ مِن خِلالِ القَلَم. الطّباعَةِ: بَعدَ اكتشافِ الحِبر أصبحَ مِنَ الإمكانِ طِباعَةِ الآلافُ مِن الكُتُب ونشرها وترجمتها للكثيرِ مِنَ الّلغاتِ وتوزيعها حولَ العالَم بِفَضلِ التِقنِياتِ المُستَخدَمَةِ للتعامُلِ مَعَ الحِبِر. مَعرِفَةُ التّاريخ: لا يُمكن مِن مَعرِفَةِ تَاريخُ حضارةٍ قَديمة سِوا ما تَرَكَتهُ وخَلّفتهُ مِن كتاباتٍ كالفراعِنَة الّذينَ كانوا يَكتُبُونَ وَيَرسُمونَ على الجدران، وكالإغريقِ الّذينَ وُجِدَت لَهُم الآلافِ الكُتُب الّتي كانَت تَدُلّ على تلكَ الحَضارات.....

 

معاني القلم:

إسمُ سورة من سور القرآن الكريم ، وهي السُّورة رقم 68 في ترتيب المصحف ، مكِّيَّة ، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية .

القَلَمُ : 

القَلَمُ : ما يُكتَبُ به . والجمع : أَقلام ، وقِلام . 
و القَلَمُ المقَصُّ ، ويقال له : القَلَمَان أيضًا . 
و القَلَمُ السَّهْمُ الذى يُجال بين القوم فى القِمار والقُرْعة . 
وجفَّ القلم : قُضي الأَمرُ وأُبرم . 
وقد أُطلِقَ القلمُ عند الكاتبين على الخطِّ ، فقالوا : يكتب بالقلم النَّسخيّ . 
و ( فى اصطلاح الدَّواوين ) : قسمٌ من أَقسام الديوان ، يقال : قلمُ الكتَّاب ، وقلمُ المحضرين ، وقلمُ المستخدَمِين . 
وقلمُ الحبر : قلمٌ مِداده مخزون فيه لا يسيل على سنِّه إِلا وقتَ الكتابة به  . 

وقلم الرصَاص : قَلَمٌ سِنَّه من الجرافيت لا مِداد له .(المعجم الوسيط)

أقسم سبحانه بالقلم و ما يسطرون به و ظاهر السياق أن المراد بذلك مطلق القلم و مطلق ما يسطرون به و هو المكتوب فإن القلم و ما يسطر به من الكتابة من أعظم النعم الإلهية التي اهتدى إليها الإنسان يتلو الكلام في ضبط الحوادث الغائبة عن الأنظار و المعاني المستكنة في الضمائر، و به يتيسر للإنسان أن يستحضر كل ما ضرب مرور الزمان أو بعد المكان دونه حجابا.
و قد امتن الله سبحانه على الإنسان بهدايته إليهما و تعليمهما له فقال في الكلام (خَلَقَ الاْءِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَیانَ): الرحمن: 4 و قال في القلم:الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ )                    العلق: 5
فإقسامه تعالى بالقلم و ما يسطرون إقسام بالنعمة، و قد أقسم تعالى في كلامه بكثير من خلقه بما أنه رحمة و نعمة كالسماء و الأرض و الشمس و القمر و الليل و النهار إلى غير ذلك حتى التين و الزيتون.وقيل: (ما) في قوله: (وما يسطرون) مصدرية و المراد به الكتابة.
و قيل: المراد بالقلم القلم الأعلى الذي في الحديث أنه أول ما خلق الله و بما يسطرون ما يسطره الحفظة و الكرام الكاتبون و احتمل أيضا أن يكون الجمع في (يسطرون) للتعظيم لا للتكثير و هو كما ترى، و احتمل أن يكون المراد ما يسطرون فيه و هو اللوح المحفوظ و احتمل أن يكون المراد بالقلم و ما يسطرون أصحاب القلم و مسطوراتهم و هي احتمالات واهية(مجمع البيان في تفسير القران، الطبرسي)

 

في اللوح والقلم

قال الشيخ أبو جعفر رحمه الله: اعتقادنا في اللوح والقلم أنهما ملكان.

قال الشيخ المفيد عليه السلام: اللوح كتاب الله تعالى كتب فيه ما يكون إلى يوم القيامة، وهو قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} فاللوح هو الذكر والقلم هو الشيء الذي أحدث الله به الكتابة في اللوح، وجعل اللوح أصلا ليعرف الملائكة عليهم السلام منه ما يكون [من غيب أو وحي]، فإذا أراد الله تعالى أن يطلع الملائكة على غيب له أو يرسلهم إلى الأنبياء عليهم السلام بذلك أمرهم بالاطلاع في اللوح، فحفظوا منه ما يؤدونه إلى من أرسلوا إليه، وعرفوا منه ما يعملون، وقد جاءت بذلك آثار عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الأئمة عليهم السلام.

فأما من ذهب إلى أن اللوح والقلم ملكان؟ فقد أبعد بذلك ونأى به عن الحق، إذ الملائكة لا تسمى ألواحا، ولا أقلاما، ولا يعرف في اللغة اسم ملك ولا  بشر لوح ولا قلم.( تصحيح اعتقادات الإمامية - الشيخ المفيد  ص 74)

وكالة ق للأنباء القرآنية