مصادر الشر في القرآن الكريم

 

 

ماهوتعريف الشر وماهو مفهومه؟
فهل هو الشيطان؟   أم هو الإنسان عندما يتجنب فعل الخير ؟ 
حكماء وفلاسفة على مر العصور وقفوا طويلا أمام تعريف كامل للشر
نحن نعلم أن السرقة شر والكذب شر والجريمة بكل أنواعها شر ،لكن الشر ليس فعلا بالضرورة بل أن فعل الشر هو أضعف أ نواعه إن جاز لنا تقسيمه إلى أنواع.

قال صاحب لسان العرب: "
الشَّرُّ: السُّوءُ والفعل للرجل الشِّرِّيرِ، والمصدر الشَّرَارَةُ، والفعل شَرَّ يَشُِرُّ.
وقوم أَشْرَارٌ: ضد الأَخيار. ابن سيده: الشَّرُّ ضدّ الخير، وجمعه شُرُورٌ، والشُّرُّ لغة فيه؛ عن كراع.
وقد شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرّاً وشَرَارَةً، وحكى بعضهم: شَرُرْتُ بضم العين.
ورجل شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ من أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ، وهو شَرٌّ منك، ولا يقال أَشَرُّ، حذفوه لكثرة استعمالهم إِياه، وقد حكاه بعضهم.
ويقال: هو شَرُّهُم وهي شَرُّهُنَّ ولا يقال هو أَشرهم.
وشَرَّ إِنساناً يَشُرُّه إِذا عابه. اليزيدي: شَرَّرَنِي في الناس وشَهَّرني فيهم بمعنى واحد، وهو شَرُّ الناس؛ وفلان شَرُّ الثلاثة وشَرُّ الاثنين.

وقال الراغب الأصفهاني في المفردات مادة (شر):

الشَّرُّ: الذي يرغب عنه الكل ، كما أن الخير هو الذي يرغب فيه الكل ، قال تعالى: شَرٌّ مَكاناً «يوسف:77» وإن شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُ «الأنفال:22» . وقد تقدم تحقيق الشر مع ذكر الخير وذكر أنواعه .

ورجل شَرٌّ وشِرِّيرٌ: متعاطٍ للشر، وقوم أَشْرَارٌ. وقد أَشْرَرْتُهُ: نسبته إلى الشر. وقيل: أَشْرَرْتُ كذا: أظهرته ، واحتُجَّ بقول الشاعر:

إذا قيل أيُّ الناس شرٌَّ قَبِيلَةً****أشَرَّتْ كُلَيْبٌ بالأكُفِّ الأصَابعِ

فإن لم يكن في هذا إلا هذا البيت فإنه يحتمل أنها نسبت الأصابع إلى الشر بالإشارة إليه ، فيكون من أشررته إذا نسبته إلى الشر.

والشُّرُّ: بالضم خُصَّ بالمكروه . وشَرَارُ النّار: ما تطاير منها ، وسميت بذلك لاعتقاد الشر فيه  قال تعالى:تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ «المرسلات:32».

وخيٌر وشرٌّ مقيدان: وهو أن يكون خيراً لواحد شرّاً لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيراً لزيد وشراً لعمرو ، ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين فقال في موضع: إِنْ تَرَكَ خَيْراً «البقرة:180». وقال في موضع آخر: أَيَحْسَبُونَ إنما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ «المؤمنون:55».

ملاحظات العاملي على هذه الكلمة:

من تكلف الراغب استشهاده ببيت الفرزدق  وهو مشهور من مساجلاته مع جرير ونصه:

أشارت كليب بالأكفِّ الأصابعُ «خزانة الأدب: 9/115» فليس فيه شاهد . لكنه جعله أشَرَّتْ ، ولم يروه أحدٌ غيره بهذا اللفظ !

أما قول الراغب: «وقد تقدم تحقيق الشر مع ذكر الخير وذكر أنواعه» فلم يتقدم منه ما يشفي الغليل، والظاهر أن الخير والشر يستعملان في القرآن  مرة بالمعنى الواقعي، ومرة بالمعنى العرفي . فقوله تعالى: إِنَّ الآنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ . وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ .  فالخير الذي يحبه خيرٌ عرفي ، حسب رأيه ، وقد يكون شراً له واقعاً .

وقال تعالى: إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . أي ما يحسبه شراً وخيراً .

وقال تعالى: لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ . فما تحسبه شراً قد يكون خيراً في الواقع،وبالعكس ..انتهى كلام العاملي.

                       آيات الشر في القرآن الكريم    

وردت كلمة شر في القرآن الكريم ثمانية عشر مرة ،خمس مرات بصيغة المعرفةبأل:

{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} يونس 11

  {اشروَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا}  الإسراء83

    {يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ }  فصلت49

وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ }  فصلت 51    

وبصيغة النكرة ثلاثة عشر مرة:

عَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }  البقرة 216  {

  {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }  آل عمران180

  {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}  المائدة60

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ }  الأنفال22   {

إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }  الأنفال55 {

  {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ }  يوسف77

 {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا }  مريم 75

الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا }  الفرقان34 {

فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا }  الانسان11 {

  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } البينة6   

  {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور11

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }  الزلزلة8 {

  { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم}

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِی الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم}

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾  مَلِکِ النَّاس ِ﴿٢﴾ إلَهِ النَّاسِ ﴿٣﴾ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِی یُوَسْوِسُ فِی صُدُورِ النَّاسِ ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ 6 }

يلاحظ في الاستعاذة من الجنة والناس (بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ)، دون (رب الجِنة، ملك الجِنة، إله الجِنة)، مع أن الله رب وملك وإله الجِنة والناس على حد سواء، يلاحظ تركيز أقوى على التذكير بخطورة الناس.

وكأن السورة توحي بأن الشر كله من (الناس). وإذا كان في (الجنة) شرّ يستعاذ منه، فهو شر محدود يكتفي بذكره مرة واحدة وبدون تركيز. مع العلم: بأن رمز الشر هو (الشيطان)، وهو من نوع (الجنة) وليس من نوع (الناس).

ولعل السبب في ذلك أحد أمرين:

1ـ أن نسبة تأثير (النفس الأمارة بالسوء) على الإنسان أكثر من نسبة تأثير (الشيطان) عليه. فالأشرار بفعل طينة السجين (التي حملوها من شاطئ المبتدأ من غير أن يكون ذلك سالباً لاختيارهم)، يؤثرون على بعضهم ـ وعلى الأخيار ـ أكثر من تأثير الشيطان: بما يهيئون من وسائل الإغراء، وبما يوجدون من أجواء، وما يسولون من مفاسد، ويما يشوهون من مصالح. فيوجهوك إلى الأبرياء مضغوطاً ـ قد تصل إلى درجة الإجبار ـ لحملهم على الإنحراف، بينما الشيطان لا يجبر أحداً على معصية. فلو مات الشياطين وبقي الناس لما طهرت الأرض من المعاصي. بل ارتكبوا أكثر ما يرتكبونه وهم تحت إغراء الشياطين.

2ـ إن الشيطان قلما يؤثر على الإنسان إلا من خلال الناس، فالإنسان لو استوعب كل الشياطين في قلبه واعتزل الناس: لا يستطيع أن يغري غيره إلى معصية، ولا يستطيع أن يمارس على غيره معصية. والفرد الواحد لا يقدر إلا على: المعاصي القلبية، وترك بعض الواجبات. فالشيطان يسيطر على الفرد من خلال الناس، ويغري بعضهم ببعض.

ـ الناشئون ـ عادة ـ يبدأون القرآن من آخره، لأنهم بحاجة إلى: نفس قصير، وألفاظ سهلة مهموسة، ومفاهيم أولية. وهذه العناصر، متوفرة في السور القصار. فسورة (الناس) ـ بالنسبة إليهم ـ فاتحة الكتاب. وبما أنهم أكثر توجساً من المخاوف، لقحتهم هذه السورة بشحنة ضد القلق، ليتمرسوا في الحياة بلا ارتباك.

وإذا كان القرآن قد صنف في سورة (الفلق) مصادر الشر الخارجية، وقزمها أمام قدرة الله المطلقة، ففي سورة (الناس) يوجه الانتباه إلى مصدر الشر الداخل، ويعتبره الخطر الأكبر. ويعبر عنه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) بأعدى الأعداء، حيث يقول: (أعدى عدوك، نفسك التي بين جنبيك)[1]. ويعتبر الكفاح ضدها جهاد أكبر، حيث قال: (الآن... رجعتم من الجهاد الأصغر، فعليكم بالجهاد الأكبر)، قالوا: (وما هو؟ يا رسول الله)! قال: (جهاد النفس) ـ وسائل الشيعة ـ ج11 ـ (أبواب جهاد النفس) ص122 ـ حديث1

ذلك: أن الإنسان يعرض للإغارة على نفسه أو ماله أو عرضه، فيقاتل عدوه: فإذا قتله كان (مجاهداً)، وإذا قتل كان (شهيداً). فأشد أنواع العداء الخارج، أدى إلى أعلى درجات السعادة. ولكنه: يتردد فيقعد عن واجب، فيكون (آثماً). أو تحمله وساوسه على الانتحار، فيكون (قاتلاً). فمحاولة الخلاص الأبدي أدت إلى العذاب الأبدي.

القرآن ـ عندما يوجّه إلى هذا الخطر الكبير ـ لا يتكرر الإنسان فريسته، وإنما يضعه على طريق النجاة منه، وهو الاستعاذة بثلاثٍ من صفات الله مضافةالى الناس، للإيحاء إليه، بأنه سينقذك إذا استعذت به. ولئن اكتفى هنا بمجرد الإيماء، فإنه قطع العهد بإنقاذه عباده من هذا الخطر حيث قال للشيطان (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) سورة الحجر: آية 42..

مفهوم الشر في السنة الشريفة:

وردت أحاديث تصف الشر والأشرار، بعضها تصف أشخاصا وأخرى تصف حالات الشر بشكل عام منها:

إنّ شرّ الناس بعد فرعون وفلان وفلان وفلان العلماء السوء ، كما أنّ خير الناس بعد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم والأئمّة عليهم السّلام العلماء إذا كانوا صلحاء » (الاحتجاج : 2 / 458 ، بحار الأنوار : 2 / )89

شر الناس من يغش الناس.: شر الناس من لا يقبل العذر ولا يقيل الذنب. –

شر الناس من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا. –

: شر الناس من لا يشكر النعمة، ولا يرعى الحرمة. –

عنه (عليه السلام): شر الناس من سعى بالإخوان، ونسي الإحسان. –

 عنه (عليه السلام): شر الناس من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره.

- عنه (عليه السلام): شر الناس من لا يعتقد الأمانة، ولا يجتنب الخيانة.

- عنه (عليه السلام): شر الناس من لا يعفو عن الزلة، ولا يستر العورة. –

 عنه (عليه السلام): شر الناس من يعين على المظلوم.

 - عنه (عليه السلام): شر الناس من ادرع اللؤم ونصر الظلوم. –

 عنه (عليه السلام): شر الناس من كان متتبعا لعيوب الناس عميا عن معايبه.

 - عنه (عليه السلام): شر الناس من يبتغي الغوائل للناس. –

عنه (عليه السلام): شر الناس من يخشى الناس في ربه، ولا يخشى ربه في الناس).

 غرر الحكم: 5677، 5685، 5702، 5705، 5713، 5732، 5734، 5735، 5736، 5737، 5739، 5741، 5740.-

عنه (عليه السلام): شر الناس من لا يثق بأحد لسوء ظنه، ولا يثق به أحد لسوء فعله

 - عنه (عليه السلام): شر الناس من يرى أنه خيرهم. –

 عنه (عليه السلام): شر الناس الطويل الأمل السئ العمل.

- عنه (عليه السلام): شر الناس من كافى على الجميل بالقبيح.

عنه (صلى الله عليه وآله): شر الناس المثلث، قيل: يا رسول الله وما المثلث ؟ قال: الذي يسعى بأخيه إلى السلطان، فيهلك نفسه، ويهلك أخاه، ويهلك السلطان  -

عنه (صلى الله عليه وآله): من شر الناس عند الله عزوجل يوم القيامة ذو الوجهين.

 - عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن شرار الناس -: العلماء إذا فسدوا.

 - عنه (صلى الله عليه وآله): شرار الناس شرار العلماء في الناس.

- عنه (صلى الله عليه وآله): إن شر الناس عند الله عزوجل يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه

 غرر الحكم: 5748، 5701، 5751، 5750. (18) كنز العمال: 29089. (19 - 21) البحار: 75 / 266 / 16 وص 204 / 6 و 77 / 138 / 7. (22) كنز العمال: 29114. (23) تنبيه الخواطر: 2 / 52

هل الإنسان مصدر شر أم خير ؟
هناك من يقول أن الانسان هو مصدر شر وذلك مفاده أن الانسان أينما ذكر في القران فأنه يذكر بأسوأ الصفات , أي أنه بفطرته مجرم يحب القتل والسلب والاغتصاب ويعشق الدنيا والمال ويكفر بالله ويشرك به 
وضرب لتأييد فكرته أمثلة في القران مثل قوله تعالى :
(( إن الانسان لربّه لَكنود * وإنّه على ذلك لشهيد * وإنه لِحبّ الخير لشديد )) وقوله : (( قُتل الانسانُ ما أكفره )) وقوله : (( إن الإنسان لظلوم كفّار )) وقوله : (( إنه كان ظلوماً جهولاً )) وقوله : (( وكان الانسان عجولاً )) وقوله : ((إن الانسان خلق هلوعاً )) وقوله : (( إنّ الانسان لفي خُسر )) .
ومن هذا كله ما معناه أي أن الانسان خلق على الشر مفطوراً على السوء.
أما البعض الاخر فيرى أن الانسان في نظر الاسلام خلق ميزاناً للحق والباطل والخير والشر فمثلما كان استعداده للخير يقابل استعداده للشر،وكل دافع فيه يدفعه نحو السوء يقابل دافع يدفعه نحو البرّ .
أما ماذكرت من الايات أعلاه فظاهرها أن الانسان كافر وظالم وجهول ولكن حقيقتها وردت في مورد ذكر الكفار وأعمالهم فكانوا هم المقصودين دون غيرهم ويصدق ذلك الاستثناء الذي يرد في الآية التالية

قال تعالى (( والعصر ِ * إن الانسان لفي خُسر * إلا الذين آمنوا )).
وهذا يدعم نظرية أن الانسان مصدر للخير كما هو مصدر للشر ، والذي يدعم أو يفند هذا الرأي قوله تعالى : (( لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم )) فهل يكون الانسان في أحسن تقويم اذا كان مفطوراً على الكفر والسوء والحسد والجهل فقط ؟ . ثم جاء الإسلام ليستثني ذلك التقويم الحسن الذي فطر الله الناس عليه في قوله : (( ثم رددناه أسفل السافلين )) أي بعض الناس أولئك الذين لم يحافظوا على التقويم الحسن والخصال الطيبة التي وهبها الله عزوجل للإنسان .

 

 حسين عبيد القريشي

وكالة ق للأنباء القرآنية