إهتمام أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم بالقرآن الكريم

 

هل يمكن للرسول (صلى الله عليه وآله) مع كبير اهتمامه وكثير حرصه على القرآن الكريم أن لايقوم بجمع القرآن وترتيبه! وأن يتركه مبعثراً في أيدي المسلمين ويوكل جمعه إليهم، مع أن الوحي أخبره بقوله: ((انك ميت وانهم ميتون))(6). فهل يصح أن يكون (صلى الله عليه وآله) حريصاً على القرآن من جهة ـ حتى انه (صلى الله عليه وآله) كان يأمر بحفظ القرآن والإهتمام به والتحريض على تلاوته والعمل به، وخاصة في أيامه الأخيرة، حيث كان يقول مراراً: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً)ـ وأن لا يجمع القرآن ويتركه مبعثراً من جهة أخرى؟. بل أليس القرآن هو دستور الإسلام الخالد، ومعجزته الباقية على مر القرون والأعصار إلى يوم القيامة؟ ومعه هل يصح أن يتركه النبي (صلى الله عليه وآله) مبعثراً من دون أن يجمعه؟! أم كيف يأذن الله تعالى لنبيه بأن لا يقوم بجمعه مع انه تعالى يقول: ((ان علينا جمعه وقرآنه))(7) ويقول تعالى أيضاً: ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))(8) فعلى النبي (صلى الله عليه وآله) ابلاغ القرآن مجموعاً ومرتباً إلى الناس كافة، كما جمعه الله تعالى ورتبه.

إذن: فهذا القرآن الذي هو بأيدينا على ترتيبه وجمعه، وترقيم آياته، وترتيب سوره وأجزائه، هو بعينه القرآن الذي رتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجمعه للمسلمين في حياته (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله تعالى، لم يطرأ عليه أي تغيير وتحريف، أو تبديل وتعديل، أو زيادة ونقصان.

ويؤيده: ما روي عن تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه أمر علياً (عليه السلام) بجمع القرآن وقال (صلى الله عليه وآله): (يا علي، القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة، فانطلق علي (عليه السلام) فجمعه في ثوب أصفر ثم ختم عليه)(9).

وفي مجمع البيان نقلاً عن السيد المرتضى (رحمه الله) انه قال: إن القرآن جمع في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالشكل الذي هو اليوم بأيدينا. وقال بمقالته قبله الشيخ الصدوق (قدس سره) والشيخ المفيد (قدس سره). وقال بمقالته بعده شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (قدس سره) والمفسر الكبير الشيخ الطبري (قدس سره) المتوفى سنة 548 هـ وباقي علمائنا الأبرار إلى يومنا هذا.

وعن زيد بن ثابت انه قال: (كنا نجمع القطع المتفرقة من آيات القرآن ونجعلها بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مكانها المناسب، ولكن مع ذلك كانت الآيات متفرقة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) أن يجمعها في مكان واحد، وحذرنا من تضييعها). وعن الشعبي انه قال: جمع القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قبل ستة نفر من الأنصار. وعن قتادة انه قال: سالت أنساً عن انه من جمع القرآن في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أربعة نفر من الأنصار ثم ذكر أسماؤهم. وعن علي بن رباح: ان علي بن أبي طالب (عليه السلام) جمع القرآن هو وأُبي بن كعب في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

الشواهد الأخرى:

هذا بالإضافة إلى شواهد ومؤيدات أخرى تدل على أن القرآن الذي هو بأيدينا هو نفسه الذي جمع ورتب في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غير زيادة ولا نقيصة.

منها: تسمية سورة الحمد بسورة الفاتحة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعني انها فاتحة القرآن مع انها لم تكن السورة ولا الآيات الأولى التي نزل بها الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتسميتها بفاتحة الكتاب في عهده (صلى الله عليه وآله) يشير إلى ان الكتاب كان مجموعاً بهذا الشكل الموجود بأيدينا اليوم، وسورة الحمد فاتحته كما هو اليوم فاتحته أيضاً.

ومنها: ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقول في حديث الثقلين المروي عن الفريقين متواتراً: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً). فالكتاب المجموع والمرتب يخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمته، لا الآيات المتفرقة، إذ لا يطلق عليها الكتاب، وقد سبق الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وآله) في هذا التعبير حيث أطلق مراراً وفي آيات متعددة كلمة (الكتاب) على القرآن، إشارة إلى انه مجموع ومرتب عنده تعالى في اللوح المحفوظ ـ كما قال به بعض المفسرين ـ وانه تعالى اطلع رسوله (صلى الله عليه وآله) على جمعه وترتيبه لديه وأمره بأن يجمع القرآن على ما هو مجموع في اللوح المحفوظ، ويرتبه وفق ترتيبه، وفعل النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك.

ومنها: ما ورد من أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بختم القرآن في شهر رمضان وفي غيره من سائر الأيام، وبيان ما لختمه من الفضيلة والثواب، حتى أن عبد الله بن مسعود، واُبيّ بن كعب وغيرهما قد ختموا القرآن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدة مرات، ولولا إن القرآن مجموع ومرتب، لم يكن لختم القرآن معنى، لأن الختم يقال لما يبدأ من أوله وينتهي بآخره.

ومنها: روايات تأمر بعرض الأحاديث المروية عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وعن أهل بيته (عليهم السلام) لمعرفة غثها من سمينها على القرآن الكريم وتقول: ما وافق كتاب الله فقد قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاله أهل البيت (عليهم السلام)، وما خالف الكتاب فهو زخرف وباطل، وانهم لم يقولوه، فقد أحالتنا هذه الروايات إلى هذا القرآن الذي هو بأيدينا لمعرفة الحق من الباطل مما يدل على سلامته من كل زيادة ونقيصة، وتبديل وتحريف، وإلا لم يصلح أن يكون مرجعاً لمعرفة الحق من الباطل.

ومنها: ما ورد من أن القرآن كله كان مكتوباً موضوعاً بين المحراب والمنبر، وكان المسلمون يكتبون منه.

ومنها: ما ورد من أن جبرئيل (عليه السلام) كان يعرض القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل عام مرة، وعرضه عليه (صلى الله عليه وآله) في عامه الأخير مرتين.

ومنها: ما روي من أن جماعة من الصحابة كانوا قد حفظوا القرآن كله في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله). ولا يخفى ذلك على من راجع تفسير القرآن للعلامة البلاغي (قدس سره)، ولوالدي (رحمه الله)(10) كلمة حول ذلك طبعت في إحدى أعداد (أجوبة المسائل الدينية) في كربلاء المقدسة. هذا بالإضافة إلى ان هناك آيات وروايات تشير إلى أن القرآن نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرتين: مرة نزل بمجموعه على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما قال تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر))(11) ومرة نزل عليه نجوماً ومتفرقاً عبر ثلاث وعشرين سنة في المناسبات والقضايا المتفرقة، والنبي (صلى الله عليه وآله) قد وعى قلبه القرآن الذي نزل عليه أولاً مجموعاً ومرتباً، فجمع القرآن الذي نزل عليه ثانياً نجوماً ومتفرقاً حسب جمع القرآن الأول، ورتبه وفق ترتيبه، وهو بعينه القرآن الذي هو اليوم بأيدينا. إلى غير ذلك مما يشير بمجموعه إلى أن هذا القرآن الذي هو اليوم بأيدينا هو القرآن الذي جمع بأمر من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يزدد حرفاً ولم ينقص حرفاً، ولم يتغير شيء منه ولم يتبدل أبداً، كيف وقد قال تعالى: ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه))(12).

روايات في القرآن

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يعذب الله قلبا وعى القرآن)(13).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)(14).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (أفضل العبادة قراءة القرآن)(15).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (القرآن غني لا غنى دونه ولا فقر بعده)(16).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل)(17).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (من قرأ القرآن حتى يستظهره و يحفظه، أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار)(18).

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنة يوم القيامة)(19).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (ان هذا القرآن هو حبل الله وهو النور المبين، والشفاء النافع فاقرؤوه فان الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا اقول ألم حرف واحد ولكن ألف ولام وميم وثلاثون حسنة)(20).

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (إذا قال المعلم للصبي قل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال الصبي: بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم من النار)(21).

وعنه (صلى الله عليه وآله): (نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبوراً كما فعلت اليهود والنصارى صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم، ان البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره وامتع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا)(22).

وعن أبي ذر (في حديث) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (النظر إلى علي ابن أبي طالب (عليه السلام) عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في المصحف عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة)(23).

وعن علي (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلّمه)(24).

وفي (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في خطبة له: (وتعلموا القرآن فانه احسن الحديث، وتفقهوا فيه فانه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فأنه أنفع (أحسن) القصص، وان العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم)(25).

وفي (الخصال) بإسناده عن علي (عليه السلام) (في حديث الاربعمائة) قال: (لا يقرأ العبد القرآن إذا كان على غير طهور حتى يتطهر)(26).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (من استمع حرفاً من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة، ومحى عنه سيئة، ورفع له درجة، ومن قرأ نظراً من غير صلاة كتب الله له بكل حرف حسنة، ومحى عنه سيئة، ورفع له درجة، ومن تعلم منه حرفاً ظاهراً كتب الله له عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، قال: لا اقول: بكل آية، ولكن بكل حرف باء أو تاء أو شبههما، قال: من قرأ حرفاً وهو جالس في صلاة كتب الله له به خمسين حسنة، ومحى عنه خمسين سيئة، ورفع له خمسين درجة، ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له مائة حسنة، ومحى عنه مائة سيئة، ورفع له مائة درجة، ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة قال: قلت: جعلت فداك ختمه كله؟ قال: ختمه كله)(27).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام): (آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها)(28).

وعن أبي جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه و أهل بيتي ثم أمتي، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله و بأهل بيتي)(29).

وعن أبي جعفر (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (ألا أخبركم بالفقيه حقاً من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه)(30).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان)(31).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ القرآن فأتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه، فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء، وبأولئك يديل الله من الأعداء، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء، فوالله لهؤلاء في قراء القرآن اعز من الكبريت الأحمر)(32).

وعن أبي عبد الله الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (في حديث): (إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وماحل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان و تحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره، وليبلع الصفة نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص)(33).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (صنفان من أمتي اذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت: الأمراء و القراء)(34).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: (من قرأ القرآن ليأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه)(35).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتهم، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر، فإنه سيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية، لا يجاوز تراقيهم، مفتونة قلوبهم مقلوبة وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)(36).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) قال: وعليك بتلاوة القرآن على كل حال)(37).

وعنه (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): (لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن)(38).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، وان البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولايذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)(39).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، قال: (إني ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عز وجل به الشياطين)(40).

وعنه (عليه السلام) قال: (ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن، أو يكون في تعلمه)(41).

وعنه (عليه السلام) قال: (الحافظ للقرآن والعامل به مع السفرة الكرام البررة)(42).

وعنه (عليه السلام) قال: (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بدمه ولحمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيجا عنه يوم القيامة، يقول يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله الا عاملي، فبلغ به كريم عطاياك، فيكسوه الله عزوجل حلتين من حلل الجنة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد أرغب له فيما أفضل من هذا، قال: فيعطى الأمن بيمينه، و الخلد بيساره، ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ آية وأصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به و أرضيناك فيه؟ فيقول: نعم، قال ومن قرأ كثيرا وتعاهده من شدة حفظه اعطاه الله عز وجل اجر هذا مرتين)(43).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره، وخفف على والديه وان كانا كافرين)(44).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لايصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلَّق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه)(45).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن)(46).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة، فاذا رآها قال: ما أنت، فما أحسنك، ليتك لي، فتقول أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، ولو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان)(47).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن البيت اذا كان فيه المسلم يتلو القرآن يتراءى لاهل السماء كما يتراءى لأهل الدنيا الكوكب الدري في السماء)(48).

وعن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قلت له: الرجل يقرأ القرآن أيجب على من سمعه الانصات له و الاستماع ؟ قال: نعم إذا قرأ عندك القرآن وجب عليك الانصات و الاستماع)(49).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (تعلموا العربية فانها كلام الله الذي كلم به خلقه، ونطقوا به للماضين)(50).

وعن موسى بن جعفر (عليه السلام): (إن درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارقا، فيقرأ ثم يرقى)(51).

وفي (عدة الداعي) عن الرضا (عليه السلام) يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (اجعلوا لبيوتكم نصيبا من القرآن، فان البيت إذا قرأ فيه القرآن يسر على اهله، وكثر خيره، وكان سكانه في زيادة، واذا لم يقرأ فيه القرآن ضيق على أهله، وقل خيره، وكان سكانه في نقصان)(52).

وعن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا)(53).

وعن الرضا (عليه السلام) قال: (ينبغي للرجل اذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية)(54).

وعن الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) في حديث قال: (ان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش (إلى أن قال (عليه السلام)): ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله أعطاه الله بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا وما فيها من أصناف أموالها و خيراتها، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له بقدر ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخبر)(55).

إلى غيرها من الروايات الكثيرة في باب القرآن.

1ـ سورة الزمر: 30.

2ـ راجع بحار الأنوار: ج22 ص471 ب 1 ح 20.

3ـ سورة البقرة: 281.

4ـ تفسير شبر (رحمه الله): ص 83.

5ـ سورة العلق: 1.

6ـ سورة الزمر: 30.

7ـ سورة القيامة: 17.

8ـ سورة الحجر: 9.

9ـ بحار الأنوار: ج 89 ص 48 ب 7 ح 7 ط بيروت.

10ـ آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي (رحمه الله).

11ـ سورة القدر: 1.

12ـ سورة فصلت: 42.

13ـ راجع جامع الأخبار: ص41 الفصل الحادي والعشرون.

14ـ غرر الحكم ودرر الكلم: ص111 الفصل الرابع في القرآن.

15ـ وسائل الشيعة: ج4 ص825 ب1 ح10.

16ـ جامع الاخبار: ص40 الفصل الحادي والعشرون.

17ـ الامالي للشيخ الصدوق: ص 234 المجلس الحادي والأربعون.

18ـ وسائل الشيعة: ج4 ص826 ب1 ح14.

19ـ جامع الاخبار: ص48 الفصل الثالث والعشرون.

20ـ جامع الاخبار: ص40 الفصل الحادي والعشرون في القرآن.

21ـ جامع الاخبار: ص 42 الفصل الثاني والعشرون.

22ـ عدة الداعي: ص286 الباب السادس.

23ـ المناقب: ج3 ص202 فصل في محبته (صلى الله عليه وآله).

24ـ غوالي اللآلي: ج1 ص99 الفصل السادس.

25ـ نهج البلاغة: الخطبة 110من كلامه... في أركان الدين.

26ـ الخصال: ص 627.

27ـ راجع عدة الداعي: ص285-288 الباب السادس في تلاوة القرآن.

28ـ وسائل الشيعة: ج4 ص849 ب15 ح2.

29ـ وسائل الشيعة: ج4 ص 827 ب2 ح2.

30ـ وسائل الشيعة: ج4 ص829 ب3 ح7.

31ـ وسائل الشيعة: ج4 ص853 ب18 ح2.

32ـ الخصال: ص 142 ح164 فصل قراء القرآن ثلاثة.

33ـ وسائل الشيعة: ج4 ص828 ب3 ح3.

34ـ الامالي للشيخ الصدوق: ص366 ح10 المجلس الثامن والخمسون.

35ـ ثواب الأعمال: ص 279 فصل عقاب المستأكل بالقرآن.

36ـ وسائل الشيعة: ج4 ص858 ب24 ح1.

37ـ وسائل الشيعة: ج4 ص839 ب11 ح1.

38ـ وسائل الشيعة: ج4 ص859 ب24 ح3.

39ـ عدة الداعي: ص248 الباب الخامس فيما الحق بالدعاء وهو الذكر.

40ـ ثواب الاعمال: ص103 فصل ثواب من كان في بيته مصحف.

41ـ عدة الداعي: ص287 الباب السادس في تلاوة القرآن.

42ـ ثواب الأعمال: ص101 فصل ثواب الحافظ القرآن.

43ـ ثواب الاعمال: ص100 فصل ثواب من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن.

44ـ وسائل الشيعة: ج4 ص853 ب19 ح1.

45ـ وسائل الشيعة: ج4 ص855 ب20 ح2.

46ـ وسائل الشيعة: ج4 ص857 ب22 ح1.

47ـ ثواب الاعمال: ص238 فصل عقاب من نسي سورة من القرآن.

48ـ عدة الداعي: ص287 الباب السادس في تلاوة القرآن.

49ـ وسائل الشيعة: ج4 ص861 ب26 ح4.

50ـ وسائل الشيعة: ج3 ص398 ب50 ح1.

51ـ وسائل الشيعة: ج4 ص840 ب11 ح3.

52ـ عدة الداعي: ص287 الباب السادس في تلاوة القرآن.

53ـ عيون اخبار الرضا (عليه السلام): ج2 ص69 ح322.

54ـ تهذيب الأحكام: ج2 ص138 ب23 ح305.

55ـ عيون اخبار الرضا (عليه السلام): ج1 ص302 ح60.