الرؤية القرآنية عن الزواج

 

في القرآن الكريم آيات تدل على انّ حبّ الزواج والعلاقة الخاصة ملحوظان في أصل الخلق، وهذا الأمر غني عن التعبد، فكلّ من يمعن النظر في كيفية خلق الإنسان يلاحظ انّ التناسل وبقاء هذا النوع يتحقّق عن طريق الزاوج وعملية الولادة، فلابدّ أن يكون ذلك ملحوظاً في أصل خلق الإنسان، أي انّ الإنسان مخلوق بنحو يحفظ ذريته عبر المقاربة الجنسية مع زوجه، والتعبير القرآني طبعاً مختلف في هذا المجال، نشير هنا إلى مجموعات من الآيات:

أ ـ تدل الآيات على أنّ زوج الإنسان قد جُعل من جنسه، وهذا تدبير إلهي تكويني لحفظ نوع الإنسان، ولعل أوضح آية هي القائلة:

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَآءَ لُونَ بِهِ وَالاَْرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيب1.

فعبارة وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيراً وَنِسَآءً تدل بوضوح على أنّ تكاثر بني الإنسان يتمّ بالرابطة الزوجية، وهي ملحوظة في أصل خلق الإنسان بهدف التناسل.

وجاء في آية أخرى:

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ2.

ولعل في عبارة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا إشارة إلى حكمة وعلة اُخرى للزواج مستقلة عن التكاثر وبقاء نسل الإنسان وهي سكون الزوجين أحدهما إلى الآخر والشعور بالمودة والصفاء بينهما، وبالتالي التعاون بهدف النهوض بأعباء الحياة.

من هنا نلاحظ آيات قرآنية تؤكّد على هذه الحكمة فقط ولا تتحدّث عن التناسل كالآية القائلة:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ3.

والآيات الاُخرى التي تشير إلى هذه الحقيقة بنحو مّا في هذا المجال.

الآيات المذكورة ونظائرها تردّ أفكار الذين يعتقدون أنّ الزواج عمل خبيث وشيطاني وذو قيمة سلبيّة، فمثل هذه الأفكار مرفوضة وباطلة لا موقع لها في القرآن، والدين السماوي الفطري.

انّ الرغبة في الزواج بمقتضى الحكمة الإلهية ملحوظة في خلق الإنسان، وقد اقتضى التدبير الإلهي تحقيق تكاثر النسل وبقاء الإنسان عن هذا الطريق.

ومثل هذا الأمر في ذاته وفي عالم التشريع لا يمكن أن يكون ذا قيمه سلبيّة، إذ إنّ ذلك سيؤدي إلى نوع من التناقض بين التكوين والتشريع، وعدم الانسجام بين نظام الوجود والنظام الأخلاقي. في حين أنّ النظام الأخلاقي ـ في الرؤية القرآنية ـ لا يتنافى مع النظام التكويني، ليس هذا فحسبُ بل يكمّله.

يعلّمنا القرآن أنّ الدين أمر فطري والقوانين التشريعية الدينية متناسقة تماماً مع الفطرة، وهذا التناسق هو السرّ في انتصار الدين الحقّ وشموليته وعالميته وخلوده.

وبملاحظة هذه الآيات لا يكون الزواج ولا التقارب الجنسي بين الرجل والمرأة في ذاته عملاً قبيحا وخبيثاً، فينبغي البحث عن منشأ القبح والقيمة السلبيّة بالنسبة للغريزة الجنسية، وعلاقة الرجل بالمرأة في موضع آخر كأعراض الكمية والكيفية وجهتها، فإنّ الكم والكيف والجهة هي المنشأ للحُسن أو القبح في ذلك.

ويستفاد من الآيات القرآنية أنّ هذين الجنسين المتقابلين ـ أي الرجل والمرأة ـ مخلوقان ليكمّل أحدهما الآخر، واقتضت الفطرة الإنسانية أن يميل أحدهما إلى الجنس المقابل ويجعله منشأ لسكونه وارتياحه ويشبع شهوته، وبذلك يكون سبباً للتناسل وبقاء نوع الإنسان وعدم ترتّب الفساد عليه.

الاُسرة والزواج الشرعي

لو جاز لكلّ انسان اقامة علاقات جنسية مع أي فرد من الجنس المقابل لتضعضع بناء الاُسرة وفات ما يترتّب عليها من مصالح كثيرة، ولذا يلزم ـ حرصا على هذه المصالح ودفعاً للمفاسد الناجمة عن الإباحية الجنسية ـ تسليم جميع أفراد المجتمع لهذه القيود المعقولة والمنطقية.

والإطار العامّ للقيود الاجتماعية للغريزة الجنسية عبارة عن الزواج القانوني والشرعي، فيجب تأطير الغريزة والعلاقة الجنسية بهذا الإطار كي لا تتعارض مع مصالح الإنسان الأخرى. أمّا شروط الزواج الشرعي اللازم رعايتها في الزواج فإنّ القانون الالهي هو الذي يحدّدها لانّنا لا نعرف جميعها بالضبط. ولكنْ بنحو مجمل نقول: حينما يتعارض إشباع هذا الميل الطبيعي مع المصالح الاجتماعية للانسان فلابدّ أن يُقيَّد بعدم التعارض مع تلك المصالح وأن يكون منسجماً معها. هذا الإطار هو الزواج القانوني، فإذا تجاوز السلوك الجنسي للانسان هذا الحدّ فانّه سيكون ذا قيمة سلبيّة، وقد عبّر القرآن الكريم عنه بـ (العدوان)، قال تعالى:

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ4.

ثمّ إنّه قد لا يكون هناك إشكال في أصل الزواج، ولكنّ بعض الحالات والأعراض تكون منشأ للقيمة السلبيّة، وللاطلاع التفصيلي على هذه الموارد ينبغي مراجعة كتب الفقه.

القيم الأخلاقية في الزواج

حسب الأصول العامّة التي استنتجناها من القرآن الكريم تكون القيم الإيجابية في الفعل الأخلاقي تابعة للدوافع التي تبعث الإنسان لممارسته. انّ أعمالنا كلّما قوي ارتباطها ـ من خلال دوافعها ـ مع الله تعالى وكانت أكثر ارتضاءً عنده، كانت محبّذة بنحو أكبر وذات قيمة أسمى، وعلى العكس كلّما أُنجزت ارضاء للنفس وبتأثير من الدوافع النفسية كانت قيمتها أقلّ.

إذا فكّر الإنسان بأنّ الحكمة الإلهية تقتضي استمرار النوع الإنساني في الأرض عن طريق الزواج، وكان هذا الفكر هو الدافع لزواجه وانتخابه الزوج كان زواجه ذا قيمة إيجابيّة قطعاً، لأنّه قد جعل إرادته تابعة لارادة الله عزّوجلّ، وأقدم على هذا العمل لأجل أنّ الله تعالى أراده.

انّ قصد الطاعة لله واتّباع الإرادة الإلهية ذو مراتب طبعاً، ويتفرّع على مدى الاخلاص في الداعي الرئيسي والنية الشخصية: هل كان دافعه في أداء العمل هو الاخلاص ومحض رضا الله عزّوجلّ، أو كان للأجر والثواب الاُخروي دور في عزمه على العمل، أو انّ دافعه كان محض الأجر والثواب الاُخروي وليس شيئاً آخر، أو الخوف من العقاب وخشية التلوث بالمعصية هو الذي دفعه للزواج؟

في أغلب الأشخاص لا ينحصر الدافع في أداء أعمالهم طبعاً في اتّباع الإرادة الإلهية بحيث لا يلاحظون أبداً لذتهم، ولكنّ نفس رعايتهم للحدود القانونية وتحديد أنفسهم في هذا الإطار المحدود وعدم تجاوزه يحتاج ـ في ذاته ـ إلى دافع إلهي، ولكنْ ينبغي الالتفات إلى هذه الحقيقة وهي أن أساس القيمة الإيجابية لكلّ عمل، وهكذا الزواج وهو ما نبحث عنه، يتوقف إلى درجة كبيرة على درجة الاخلاص في نية الإنسان.

لو استطاع شخص أن يخلص في نيته بحيث يكون الدافع المهيمن عليه هو نيل رضا الله عزّوجلّ، وتكون اللذائذ الدنيوية تحت هيمنته وفي طريق ذلك الدافع الإلهي تماماً فإنّ عمله سوف يحظى بدرجة سامية من القيمة الأخلاقية طبعاً، وتختص هذه المرتبة بأولياء الله والذين بلغوا مراتب عالية في المعرفة والتوحيد. أجل، انّهم وحدهم يمكن أن يكون لهم مثل هذا الدافع في أعمالهم، والمؤمنون من الدرجة الوسطى لا ينالون هذه الدرجة من الاخلاص عادة.

وهكذا إذا كانت رعاية الحدود الإلهية بهدف كسب الثواب، فإنّ الأعمال المنجزة بهذا الدافع تكون ذات قيمة أخلاقية عالية نسبياً، وهكذا إذا أنجزت الأعمال ذات العلاقة بالميول الجنسية بدافع الخوف من الوقوع في المعصية التي تستتبع العقاب الإلهي، سواء أكان ذلك في أصل الزواج أو بعد الزواج وفي العلاقة الزوجية واللذائذ المختلفة المترتّبة على الزواج. على أيّ حال، إذا كان دافع الإنسان هو الاحتراز من المعصية كان ذا قيمة إيجابيّة أيضاً، ويكتسب عمل الإنسان في جميع الموارد المذكورة مهما كان ـ حتّى الزواج ـ مسحة عبادية.

ولكنْ إذا كان دافع الإنسان للزواج هو الالتذاذ فحسبُ فإنّ عمله يفقد القيمة الإيجابية وإنْ لم يكن له في ذاته قيمة سلبيّة، الاّ بالنسبة لذوي الدرجات العالية من المعرفة والتوحيد، إذ إنّ الالتفات إلى اللذائذ الشخصية يقلل من شأنهم ومقامهم ومرتبتهم، ولكنْ من الناحية القانونية والشرعية وما يعرض على عامّة الناس هو أنّ رعايه ظاهر الأحكام الإلهية إذا كانت بأي دافع فانّها لا تتّصف بالقيمة السلبيّة.

الآيات المتعارضة والجمع بينها

قلنا آنفاً إن المستفاد من الآيات القرآنية هو أنّ الغريزة واللذة الجنسية غير مذمومة في ذاتها، وليس لها قيمة سلبيّة، ولكنّ في بعض الآيات نلاحظ عبارات قد توحي بانّ إشباع هذه الغريزة عمل مذموم.

فقد جاء في إحدى الآيات:

زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالاَْنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ5.

فالتعبير زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ليس تعبير ثناء، ويمكن القول أنّه ذمّ خفيف لهؤلاء الأفراد، ولكنْ بقليل من الدقة يتّضح أنّ ما جاء في هذه الآية لا يتعارض أبداً مع ما ذكرناه سابقاً، لانّ هذه الآية بصدد المقارنة بين شؤون الحياة الدنيوية ونعمها ولذّاتها وجواذبها وبين النِعم الاُخروية التي لا نهاية لها، فهي تؤكّد عظمتها وسموّها ولذا تقول الآية التالية:

قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْر مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنْ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ6.

وعليه فإنّ الآية المذكورة لا تريد القول أنّ إشباع الشهوة والتمتع بالأزواج قبيح ومرفوض مطلقاً، بل نظراً لوجود هذا الميل في الإنسان بنحو مطلق لا يعرف الحدود قد يكون مكيدة شيطانية كبيرة وخطيرة على الإنسان، فتجرّه لارتكاب المعصية ونسيان الآخرة.

قال تعالى في آية أخرى:

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِىَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ7.

تشير هذه الآية إلى الذين تكون علاقتهم العاطفية مع الأزواج والأبناء والآباء واعضاء الاُسرة والاقرباء وحبّ لوازم الحياة الدنيوية قوية إلى درجة اعتبار المصالح المهمة الاُخرى أمراً ثانويا ومنسيّاً، حتّى انّ هذا الحبّ القلبي يتغلّب على حبّ الله عزّوجلّ، ويصدّهم عن أداء الواجبات، وهذا هو التعارض الذي قلنا أنّه يمثّل ملاكا للقيمة السلبيّة.

صحيح أنّ العواطف بين المرأة وزوجها أمر طبيعي ونعمة أشار إليها الله سُبحانه بالتعبير الجميل وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً وهو ما سنبحث عنه في فصل العواطف الاّ انّ هذه النعمة ذات حدود لا يجوز تعدّيها إلى درجة إهمال المصالح الرئيسية والمهمة الأخرى.

انّ العلاقة العاطفية الأوثق في الإنسان يجب أن تكون مع الله تعالى، وينبغي أن يهيمن حبّ الله في قلب الإنسان على أىّ حبّ وتعلّق آخر.

انّ الذين بلغوا مقام التوحيد يتعمق حبّ الله في قلوبهم، ويشتدّ إلى درجة جعل كلّ حبّ آخر فرعيا بالقياس إليه، بل إشعاعاً من حبّ الله.

هناك أفراد خواصُّ قد جعل الله عزّوجلّ قلوبهم خالصة له، ولكنّ ذوي الدرجة الوسطى والمؤمنين المتعارفين يجب أن لا يغلب ويهيمن ما في قلوبهم من حبّ آخر على حبّهم لله تعالى على الأقل.

وأخيراً قال في آية ثالثة:

إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ8.

تقصد الآية الأزواج والأبناء الذين لا يملكون إيماناً كافيا، وتقول بأنهم يعارضونكم حينما تريدون القيام بواجباتكم، وتشاركون في الجهاد وتضحّون أو تنفقون أموالكم في سبيل الله، انّ هؤلاء الأزواج والأبناء بمثابة الأعداء لكم في مثل هذه الأحوال والظروف، إذ انّهم يصدّونكم عن طريق الخير فعليكم الحذر منهم حتّى لا يصدّكم حبّهم عن أداء واجباتكم.

ومن أفضل مظاهر التعارض بين موارد الحبّ هو الجهاد، حيث يُعلم أيّ حبّ هو الأقوى في الإنسان، ففي مورد الجهاد الواجب هل يكون حبّ الزوج والأبناء مانعاً من المشاركة فيه أم لا؟ فانْ كان مانعاً يُعلم أنّ عواطفه بالنسبة إلى زوجه وأبنائه وحبَّه لهم أقوى ويتغلّب على حبّ الله، وستكون هذه حالة خطيرة، ويطلعنا الله عزّوجلّ على هذا الخطر المحدق بنا بعبارة فتربَّصوا حتّى يأتي الله بأمره في الآية السابقة.

و على هذا فإنّ الآيات المذكورة التي ظاهرها يعارض ما ذكرنا سابقاً لا تدلّ على أنّ أصل الزواج أو إشباع الغريزة الجنسية أمر مرفوض وذو قيمة سلبيّة، لانّ الذمّ في هذه الآيات يرتبط بحالة عرضية، وهي الحالة التي تتغلّب فيها هذه العواطف على حبّ الله ورسوله، وتصدّ الإنسان عن أداء واجباته، ولولا هذه الحالات العرضية لم تحدث قيمة سلبيّة في قضية الزواج وإشباع الغريزة الجنسية.


1 ـ النساء 1.

2 ـ الأعراف 189.

3ـ  الروم 21.

4ـ المؤمنون 5 ـ 7.

5ـ  آل عمران 14.

6ـ آل عمران 15.

التوبة 24.

التغابن 14.

 المصدر: الموقع الرسمي للشيخ مصباح اليزدي